الأحد، ديسمبر 06، 2009

جماعات الضغط


جماعات الضغط وهي جماعات المصالح المشتركة والتي لديها من الوسائل ما يؤهلها لتنفيذ رغبتها حيال قرار اقتصادي أو سياسي.. ويطلق لقب لوبي على جماعة الضغط.. وهو لدينا ارتبط باليهود أو الصهاينة فنقول اللوبي اليهودي أو اللوبي الصهيوني ولكن الحقيقة أن الأمر لا يتعلق باليهود والصهاينة فقط.


ولكن أي جماعة تنتمي لفكر أو مصلحة مشتركة يمكن اطلاق عليها اسم جماعة ضغط، أو لوبي..


ولا يعتبر الكثير ذلك عيباً ولكنه عمل، يعني لم يمنع أحداً المسلمين في أمريكا من تكوين جماعات ضغط على الحكومة الأمريكية لاستصدار قرارات تخدم مصالحهم، ولكن الفكرة بأي شئ ستضغط هذه الجماعات.


اللوبي اليهودي يضغط لأنه يمتلك الاقتصاد والإعلام.. وهذه هي أدوات ضغطه..


ونتيجة تغلغله في الإعلام بشدة أوحى للشعب الأمريكي المغيب أنه المسكين وأنه المظلوم وأن على أمريكا الوقوف بجانب إسرائيل - شعباً وحكومة - لتحقيق حلم دولة اليهود على أرض فلسطين المسلمة. بينما فشل المسلمون في توصيل الحقيقة للعالم وهي أن أرضهم اغتصبت.. فلا سعوا لاسترداد حقهم بالقوة - كما هو الواجب - ولا بيّنوا للناس الحقيقة.. والحق أن الحقيقة لا يمكنها الوصول للناس إلا من منطلق القوة.. ومن هذه الزاوية تسعى إسرائيل بكامل طاقاتها للريادة في المنطقة وتقنع أمريكا أنها نجاتها في المنطقة وبالتالي عليها تسليحها ليكون لها الغلبة في كل الأحوال.. مع ضمان تدني مستوى المسلمين والعرب التسليحي والعلمي.. والأخلاقي.


ويمكن لجماعة الضغط أن تنتمي لمجموعة اقتصاديين بضغطهم يديرون اقتصاد البلاد في صالحهم من خلالهم ضغوطاتهم التي تمارس على الحكومة أو من خلال البرلمان.. مثلاً من الكتل الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية اتحاد الصناعات.. والذي من أجله قد تتخذ الحكومة قرارات قد تضر بمصالح غيرها من الشعوب ولا تبالي.. حتى أنه من النظريات التي بحثت في أسباب الحرب على أفغانستان والعراق هو السلاح.. وتشغيل مصانع السلاح.. فالحرب الباردة انتهت وسباق التسلح بين أمريكا وروسيا انتهى بسقوط الاتحاد السوفيتي.. فعلى هؤلاء أن يجدوا ذريعة لقيام حرب أخرى تخدم مصالحهم وتدرّ عليهم المليارات.


كذلك المؤسسات النفطية التي لها علاقة برؤساء الحكومات، فلا يخفى على أحد أن شركة هاليبرتون يرأسها - أو كان يرأسها - ديك تشيني نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وكان ممولها جورج بوش الرجل الحذاء.. وتسببت حرب العراق في رخاء وغنى منقطع النظير لشركة هاليبرتون وأهل هايبرتون من جراء شفط خيرات العراق النفطية من غير رادع.


ولا تحسبنّ أن بلادنا تخلو من جماعات الضغط، بل هي متوغلة في شتى المجالات ولعلها أحد أسباب الفساد في كثير من المواطن، وربما تفسر بعض الأحداث على علة جماعات الضغط، فمثلاً:


- قررت وزارة الصحة فرض صورة منفّرة على كل علب السجائر الهدف منها تنبيه من يدخن أن التدخين عاقبته الموت وأنه لا فائدة منه.. فكانت الصورة لمريض يضع جهاز التنفس الصناعي ويرقد في غيبوبة.. وبالفعل كان لها أثرها على الأقل من أصر على التدخين علم أنه يهلك نفسه فأصبح يقيناً بالنسبة له أنه كما المنتحر. ونتيجة لذلك، حتماً، تضررت شركات الدخان وعلى رأسها المصنع الأوحد للدخان في مصر وهي الشرقية للدخان..


فجأة يظهر صاحب الصورة في الإعلام ويقول أنه ليس مريضاً بل هو ممثل اتفق مع وزارة الصحة أن يصوروه وهو في هذه الحالة، ولا أساس من الصحة لهذه الصورة.. ليس هذا فحسب، بل أنه ادعى أن وزارة الصحة أكلت عليه ماله الذي اتفق أن يتقاضاه منهم..


طبعاً كانت النتيجة أولاً: انعدام تأثير الصورة على المدخن الذي يتلكأ لكي لا يشعر نفسه بالذنب أو الخطر من التدخين.

وثانياً: تم إزالة الصورة أساساً بواحدة أقل حدة - لكي لا يشعر المدخن بالتوتر وهو يدخن ويقبل على شراء السجائر - وهي عبارة عن طفل يضع منديلاً على أنفه.. يعني الدخان مضايقه.. خلاص يعني لو دخنت في مكان ليس فيه أطفال إذاً في الأمر حسن..

ثالثاً: حتى هذه الصورة أزيلت، ووضع مكانها رسماً كاريكاتورياً لإمرأة حامل، يدخل الدخان إلى بطنها وعبارة ساذجة بجانب الصورة تفيد أن التدخين يضر الحوامل.. إذاً البراح أصبح أوسع وأفسح.. دخّن كما شئت.. وفي الأماكن العامة.. ولكن إذا كانت تجلس بجانبك إمرأة حامل، انفخ الدخان في الناحية الثانية..


أتصور أن هذا بفعل جماعات الضغط الذين يتسفيدون من الدخان والذين يدخنونه.. شركة كالشرقية للدخان لا يمكن أن تتنازل عن تعريفة واحدة اكتسبتها فيما مضى، بل تأمل في الزيادة دائماً.. نعم، شركة الشرقية للدخان ثاني أكبر إيرادات في مصر، بعد قناة السويس!.


- كذلك من النماذج التي توحي بفعل جماعات الضغط، شغل الرنات والزيرو تسعمائة.. كان وزير الإعلام قد أصدر قراراً بمنع الزيرو تسعمائة من التليفزيون، وبالفعل منعت لفترة.. ثم ما لبثت أن عاودت ثانية.. طبعاً فوراء هذه الرنات وهذا الهراء رجال أعمال ثقيلو المستوى، وأصحاب القنوات يتضجرون من منع ما كان يكسبهم الملايين على قفا الفراغ والتفاهات.


متيجوا نعمل جماعة ضغط ضد الفساد، وتكون أدواة ضغطها المقاطعة..


يعني نعمل لوبي المقاطيع..


اللي ميعجبناش نقاطعه.. وما أكثر ما لا يعجبنا في هذا البلد.. شرط ألا نقاطع ما كان مقاطعته خراباً مستجلاً والأذى منه أكبر من نفعه.. يعني مثلاً مينفعش نقاطع الحكومة.. منركبش أوتوبيسات ولا نطلع شهادات ميلاد ولا تعاون مثلاً مع وزارة الصحة في الانفلونزا مثلاً.. ولكن مثلاً ممكن نقاطع حديد عز بسبب الاحتكار وقانون الاحتكار اللولبي الذي تم تقييفه مؤخرا.. مثلاً نقاطع الكورة ومشاهدة الكورة عشان القرف اللي حصل مؤخراً ده مش عايزين نفتكره.. مثلاً نقاطع تامر حسني عشان ده مثال سيئ للشباب لتهربه من الخدمة العسكرية والتزوير.. نقاطع القنوات المسفّه السافلة اللي خربت الأخلاق وخربت الدنيا ولا ليها لجام ولا حاكم..


نقاطع الاستبداد وحب النفس والسلبية التي تملكت منا شعباً وحكومة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق