الثلاثاء، أكتوبر 19، 2010

لا يكون المؤمن كذّاباً




من القيم العظيمة التي أكّد عليها وغرسها الإسلام في نفوس المؤمنين.. الصدق، وتجنّب الكذب.. وعظّم الإسلام من قيمة الصّدق وخوّف أتباعه من الكذب.

وأحسب أن في التشديد على تحريم الكذب عبر وعظات ربما أكبر من فكرة الخداع أو الغش فقط. وإنما فكرة.. لماذا تكذب ؟

أنت لا تكذب - كذباً حراماً - إلا إذا كنت تتخفى بذنب ارتكبته.. أو إثماً في حقّ أحد ما تخشى بطشه.. فالكذب بجانب أنه ذنب كبير في حد ذاته فهو يعبّر عن خلل في حياتك أصلاً.

أهملت في عملك وتخشى علم رئيسك بذلك فتكذب.. سرقت أمانة في عنقك فتخشى بطش صاحبها فتكذب.. أو أنك حقدت على أخ لك وكرهت له الخير فكذبت عليه وبهتّه، وغير ذلك.


وهكذا ترى أن الكذب يعبّر عن خلل في الشخصيّة أو هو يداري ضعفاً أو إثماً ارتكبه الكذّاب، وبالتالي ففي التشديد على تحريمه عبرة حتى أن الأحاديث وردت فيه غليظة.

سئل رسول الله: يا رسول الله: أيكون المؤمن جبانا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: "لا".. حديث مرسل.

والحديث يبيّن أن المؤمن قد يضعف فيكون جباناً، وربما يشتهي المال فيبخل.. مع العلم بأنه لا ينبغي أن يكون جباناً أو بخيلاً.. ولكنه احتمالٌ وارد.. قد يضعف فيقترف هذه الذنوب.. ولكن أن يكون كذّاباً.. فمعنى الحديث.. أنه أمرٌ غير وارد.

والتأمّل في الحديث تجد أن الكلام حول المؤمن.. يعني ربط عدم الكذب بالإيمان.. وهذا يعطي لنا عبرة وعظة من تحريم الكذب..

المؤمن لا يمكن أن يكون كذاباً.. لا يخدع أبداً.. قد يجبن فيخشى على حياته أو يخشى على ماله.. مفتون.. أما أن يكذب.. ما الذي يجعله يكذب ؟؟!!

لا يدّعي مسلم ما ليس فيه من الخصال الحسنة.. ولا يكذب على أخيه فيخدعه.. ولا يكذب على زبائنه ليبيع..

إذا كان المسلم جباناً.. فجبنه على نفسه.. وإن كان بخيلاً فالضّرر عليه وحده.. أو على أهله.. ولكن إن كان كذّاباً.. فإنه يهدد استقرار المجتمع المسلم بالكــامل.

الكذب من آيات النّفاق.. والنّفاق أساس انهيار المجتمعات الإسلاميّة.. وقتل كل صفة راقية فيها.

الكذب على الشعوب.. أكثر وبالاً على صاحبه..

والكذب على النّفس..

قد يرى الإنسان الحقّ حقّاً كما هو.. إلا أنه يكذب على نفسه لأنه لا يتماشى مع هواه وصالحه، وأحسب أن هذا من أخطر أنواع الكذب.

هناك 3 تعليقات:

  1. ارجوكوم يا ادارة المنتدي من الذي روي الحديث

    ردحذف
  2. من صفحة: فتاوى اللجنة الدائمة على الانترنت:

    هذا الحديث رواه المنذري في (باب: الترغيب في الصدق والترهيب من الكذب) من كتابه [الترغيب والترهيب] جزء 4 بلفظ: وعن صفوان بن سليم ، قال: قيل: يا رسول الله، أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا رواه مالك مرسلاً، وهو كما قال المنذري : حديث مرسل، والمرسل من قسم الأحاديث الضعيفة.
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

    ردحذف
  3. ياريت ضل انسان لايكذب.

    ردحذف