الاثنين، أبريل 04، 2011

ولا مؤاخذة - السّلفيّون ونحن، نحن والسّلفيّون


من قبل الثّورة وأنا اغتاظ بشدّة من تسميات وتصنيفات للبشر على أسس لا أفهمها ولا أعقلها.. وهي تصنيفات أحياناً تصيبني بارتفاع ضغط الدّم ولو لحظيّاً أو تشعوط أعصابي وتعصّبني وتدفعني أن أمسك في خناق.. نفسي!!

وبعد الثّورة.. زادت حدّة هذه التّصنيفات.. حتى أني شعرت أني أعيش في عالم من الفرق والمذاهب والأفكار المتناحرة.. وأنا لم أعهد هذا الإحساس من قبل.. في مصر على الأقل..

وكما هو واضح من العنوان فالحديث عن تصنيف السّلفيّين.. وكأنهم طائفة من البشر.. يأكلون غيرنا، ويمشون غير مشينا.. ويعيشون حياة أخرى غير حياتنا.. وكأننا لسنا منهم ولا هم منّا..

وما يغيظني حقّاً هو مفهومي للسّلفيّة.. والذي أظنّه يختلف عن كثير من الخلق.. فأنا أنظر للسّلفيّة كمنهج.. منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو الموحى إليه من ربّ العزّة.. ومنهج تلامذته الصّحابة الكرام.. ومنهج من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.. فهو منهج السّلف الصّالح..

وهذا المنهج، يشمل الحياة كلها.. في التعاملات.. في النّصح.. في الحكم.. في السماحة.. في كل شئ.. ولا أرى التزام البعض منهم بالهدي الظّاهريّ أنه تشدّد أو تزمّت.. والمجال هنا ليس لنقاش وجوبه أو ندبه.. فلست أهلاً لذلك.. وإنما نخلص أنه في النهاية، الأمر عاديّ.. وليس بسببه يصنّف هؤلاء أنهم دخلاء على المجتمع مثلاً أو هم من غير جلدة المجتمع المصريّ.

يحزنني كثيراً أن أقول هؤلاء والمجتمع.. وأعتبره من السّخف.. فأغيظ نفسي بنفسي.. والصّراحة أنه يستفزّني من يسبّ السّلفيّين.. هكذا.. بالمجموع.. دون تفرقة.. وبشكل ظالم.. فإذا كنت تسبّ من ينتهج منهج السّلف.. فإنّي أسأل الله تعالى أن يوفّقني أن أنسب للسّلف الصّالح.. وبالتالي أشعر وكأنّ هذه الإهانة موجّهة لي شخصيّاً..

إذا ما أخطأ شيخ من الشّيوخ.. فهذا أمرٌ وارد.. وكم زلّ وأخطأ الشيخ طنطاوي رحمه الله، فردّ عليه العلماء بالحجّة.. وانتهى الأمر عند هذا الحدّ.. لم يصل الأمر لإهانة الأزهر الشّريف بالكــامل.. وإنما نسب الخطأ لصاحب الخطأ.. وهذا هو الصّواب.

والحقّ أنه يجب علينا إنكار الخطأ نفسه.. وليس الشّخص.. يعني ليس معنى أن شيخاً ما.. أيّاً كان توصيفه - أغتاظ من جديد - أخطأ خطأً ما فإنّا نحكم على هذا الشيخ بالجهل و.. و.. وإنما الصّواب هو أن ننكر عليه فعلته.. وأن ينصح باللين والإحسان.. وأنه إذا كان أسرف في خطئه.. فعلينا أن نشدّد عليه فينتبه لذلك.. وإذا كان اعتدى على أحد بحكم سافر، فعلى القضاء أن يحكم في الأمر.. هكذا.. دون أن نعمّم القضيّة لتنسب إلى المنهج الفكريّ بالكامل بدلاً أن كانت تخصّ شخصاً معيّنا.

انطـــلاقاً من هنا.. فقد قرّرت الآتي..

لن أوصّف أحداً بعد اليوم من جماعة المسلمين بصفة "السّلفيّ".. لأننا كلنا نسأل الله تعالى أن نكون على منهج السّلف الصّالح.. وإذا أردت أن أتحدّث عن شيخ قال كذا أو كذا سأسمّيه باسمه فقط.. وإذا ما أردت أن أعرّفه سألجأ في توصيفه إلى المسجد الذي يلقي فيه المحاضرات أو الدروس.. أو لعلي أجد أيّ ما يميّزه.. يعني من الآخر.. لن أسمّي طائفة من البشر بالسّلف.. ولا أحبّ أن أحداً ينسب نفسه دوناً عن غيره للسّلف.. ولا أنه يصف قطيعاً من الناس بإخوانه، والآخرين ليسوا بإخوانه.. كلنا نبغي رضا الله تبارك وتعالى.. وكلنا يسأل الله تعالى الهداية لنا ولغيرنا.

والله المستعان..

هناك تعليق واحد: