الاثنين، يوليو 11، 2011

الاعتصام والمجلس والمجتمع والناس


المجلس يقود الشعب للتظاهرات والاعتصام بشكل غير مباشر لتحقيق مطالبه.. وهذا بالوقائع.. أن المجلس لا يقوم بأي تصرفات حقيقيّة إلا إذا ضُغِطَ عليه من قبل الناس.. لا تجد أي تصرف حقيقي يحدث من قبل المجلس وبغير الضغط الشعبي.. وبهذا يوعّي المجلس النّاس أن حقوقهم لن تأتي إلا بالضّغط!

لو أن المجلس سار على الدرب منذ أن تولى زمام الأمور بعدج خلع حسني مبارك لسارت البلاد في طريقها الصحيح ومن غير هذا الاضطراب.. لكن المجلس مصرّ أن يغذّي نظرية المؤامرة لدى الناس.. وهي موالسته لحسني مبارك.

قبل ذلك كان المجلس مهتمّ بدفع مثل هذه التّهم وإنكارها.. وكان أسلوب التعامل هو الطّبطبة على الناس.. وبيانات الفيسبوك التي لم تكفّ عن التأكيد على تأييد الجيش لمطالب الشعب المصري المشروعة.. أما الآن.. فيبدو أن المجلس العسكري لا يرى مطالب الشعب مشروعة.. وخوّل عصام شرف أن يتعامل مع مطالب الناس منه لنفسه.. في حين أنه يضيّق على الرجل في تنفيذ رؤيته للإصلاح والتي كان يرى أنها تقتضي استبعاد عدد من الوزراء الذي لا يُرى لهم في الحكومة هشّاً ولا نشّاً.. فأصبحنا نحن ملطّمين بين مجلس يبدو أنه اختار سبيل التطنيش واللعب على الأغلبيّة الصامتة.. وبين وزارة ليس لها من الأمر شيء.. إذا فالحلّ هو الشارع.

ولكن النزول إلى الشارع يقتضي مراعاة مصالح الناس.. ولا أرى أيّ معنى لقطع طرق السّفر للتعبير عن الغضب.. بهذا.. أنتم تنتقمون من الناس.. والذين يريدون محاصرة القناة للضغط على المجلس العسكري لتنفيذ المطالب هم غير مسئولون بكل تأكيد!! يريدون أن يضغط الغرب على المجلس العسكري لتحقيق المطالب كي تفتح قناة السويس.. والحقيقة أن هذا تصرف غاية في عدم المسئولية وينذر بمواجهو شديدة..

فإذا كان المجلس يلعب على وتر الأغلبية الصامتة.. فحتماً ليس الحل أن نقلب الطاولة على الجميع.. وأن نتحدى الشعب نفسه.. لا يجب أن نترك الفرصة للمغرضين والشّامتين أن يتهموا الثورة جزافاً أنها أخّرت مصر.. أو أن الثورة لا تراعي مصالح البلاد..

إننا نريد الضغط لتحقيق المطالب لا هدم الدولة لتحقيق المطالب.. ما بالكم إذا ما كان موقف الغرب من حصار قناة السويس أن يعطيَ الضوء الأخضر للمجلس العسكري ليفعل ما يراه مناسبا لتفريق المعتصمين هنالك بالقوّة إن أراد.. هؤلاء يحترمون الحريّة فعلا ولكن داخل حدود بلادهم.. لا يعنيهم أن تكون مصر حرة ولا مقموع شعبها.. المهم ألا تتأثّر أموالهم.. وقد كانوا يتعاملون مع حسني مبارك من قبل وكان لديهم العزيز الغالي.. إذ كانت الأمور مستقرة.. والفلوس رايحة جاية.. يعني م الآخر.. هم مع مصلحتهم فإذا كانت مصلحتهم مع الديمقراطيّة أيّدوها وإذا كانت مصلحتهم مع القمع أيّدوه.

لا تخسروا الناس.. أَعملوا عقولكم.. سأطالب بحقّي بكل قوّة ومن فم الأسد ولكني لن أتخذ من تعطيل حياة الناس إلى ذلك سبيلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق