الأربعاء، أغسطس 10، 2011

حول تمويل 6 إبريل والذي منُّه


من السذاجة أن ننكر أن قوى العالم تتربّص بمصر تربّصاً شديدا، وأنها تتابع الأحداث في مصر عن كَثب ربما أكثر من أيّ منّا.. وهذه ليست مبالغة لنظريّة المؤامرة.. وليس الهدف من هذا المقال هو أن ننبّه سيادتكم أن العالم سينتهي في عام 2012 ولا الهدف منها أن نوحي للجميع أن تصرفات أيّ أحد في هذا الكوكب هي بتخطيط صهيوني في الأساس.. لا.. ليس هذا الهدف من المقال.. إذا أردنا أن نعمل.. سنعمل بإذن الله.. وإذا عملنا بما يرضي الله سيوفّقنا الله إلى الهدف المنشود وسنتقدّم وكل حاجة في الدنيا.. ذلك لأن الله تبارك وتعالى يعطي في الدنيا لمن يأخذ بالأسباب.. ويجازي من يعمل في سبيله خيراً.. ولكن هذا لا ينفي تربّص الأعادي بنا.. وتخطيطهم المستمرّ لسنوات قادمة ونحن في غفلة عن ذلك..

بمعنى، أنه علينا أن نفرح بالثّورة.. وأن نركّز على تحقيق أهدافها.. ولكن أن ننتبه من القوى التي تريد تحويل دفّة الثّورة لمصالحها.. لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أيّ حدث في مصر.. أثقل دولة المنطقة.. وعلى الحدود مع الكيان الصهيوني من قبل الغرب أو من قبل الكيان الصهيوني نفسه.. وبالتالي علينا أن نتعامل بالحيطة والحذر مع أيّ تصرّف يأتي من قبل الغرب إذا ما كان فيه تدخّل في شئوننا.

6 إبريل أفترض فيهم النوايا الوطنيّة والحسنة تجاه هذا الوطن.. ويُحسب لهم أول تحرّك تجاه غُشم هذا النّظام البائد.. يوم 6 إبريل.. لما كانت الدّعوة لتنفيذ إضراباً عامّاً في البلاد.. وإن فشل هذا الاضراب في تحقيق أهدافه.. إلا أنه كانت النواة التي وعّت الناس بخطورة الموقف.. وإلى أين تتجه البلاد..

ولكن مسألة التمويل والدّعم لـ6 إبريل يجب أن تكون وطنيّة خالصة.. وهنا أعني 6 إبريل وأيّ فصيل أو حركة سياسيّة أخرى.. يجب أن تكون ثورتنا مصريّة وطنيّة خالصة.. ودعم هذه الحركات يجب أن يكون من مال الشّعب.. لأنه ومع حفظ النوايا الحسنة لهذه الحركات والفصائل.. فحتماً نوايا الجهات المموّلة ليست حسنة.. أمريكا حينما تصرف سنتاً هنا، يجب وبكل تأكيد أن تحصل في المقابل على أطنان من المكاسب في المقابل..

وجود بعض الخلل في تمويل أي من الحركات السياسية في مصر لا يطعن في الثورة المصرية مطلقاً.. وأثبتت الأيام أنها كانت واجبة الحدوث.. بل حتميّة الحدوث.. ولكن "الشطارة" الحقيقيّة أن نحول دفّة الثورة للصالح الوطني العام.. ومن منطلق مصريّ بحت.. كما كان أصلها.. منذ بدايتها.. لا خدمة لأي من القوى الخارجيّة التي بكل تأكيد تخطّط لما سوف يكون بعد سنوات..

علينا أن نتعلم هذا الفكر، وألا ننظر أسفل أقدامنا لنعمل لما سوف يكون بإذن الله..

الثورة قامت للعدالة.. وإحياء قيم الكرامة.. وزهق قيم الذلّ والامتهان والظّلم.. فلتكن على هذا الدّرب..

ونحن شعبٌ واعيّ جدّاً.. ويدرك اللحظة الفارقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق