اعتذار رسمي لأهلنا في الصّـــومال

السلام عليكم،

أهلنا في الصّومال الكرام.. إخواننا.. آبائنا.. أمّهاتنا.. أولادنا..

أكتب هذه الكلمات بالنيابة عن فصيل كبير من الشعب المصري، الذي عاش حقبة من الزمن تحت حكم من الحديد والنّار.. قصّرنا في حقّكم.. ولوّث الإعلام المضلّ حقيقتكم الكريمة.. أنتم وبقيّة أهلنا في إفريقيا كلها..

نعتذر إليكم عما مضى من سنوات الفقر والظلم اللذين تعرضتم لهما.. ونسأل الله تعالى أن يغفر لنا تقصيرنا في حقّكم..

نسأل الله تعالى أن يعافنا من السّؤال عن كل من مات في الصّومال لأنه لم يجد دواءه أو فتات طعام يعيش عليه.. نسأل الله تعالى ألا يأخذنا بعذاب لما فعله السّفهاء منا..

الآن.. وقد انقشعت غمّة الظلم والقهر.. وتيسّرت السّبل لعون إخواننا في كرباتهم.. فإننا مسئولون عن ما نستطيع فعله في الصّومال ولا نفعله.. كما أننا سنحاسب عما يمكن أن نفعله لنحرر أقصانا ولا نفعله.. كما أننا سنحاسب عما يمكن فعله لتحرير العراق وتركستان والشيشان ولا نفعله.. كما سنحاسب عما يمكن أن نفعله لمحو الأميّة ومكافحة الجهل ولا نفعله..

لن نحاسب على عدم تحريك الجيوش لتحرير هذه البلاد المسلمة.. لن نحاسب على أن الحكومة لم تأخذ في اعتبارها أمنها القومي فلم تنتبه لبلاد إفريقيا.. ولكننا سنحاسب على تقصيرنا فيما يمكن لنا فعله..

أسأل الله تعالى أن تكون العقود القادمة فارقة في حياة أمة الإسلام.. وأن تيسّر لنا السبل لإحياء هذه الأمّة.. والله الموفق والمستعان..