الاثنين، أكتوبر 07، 2013

إِلفُ الدم!

بدأت أشُك أننا نعرف معنى فقدان حياة شخصٍ ما مما أرى من ردود الأفعال من أشباه بني آدم الذي تحولوا إلى مسوخ، يرضون بقتل البشر وإن لم يُعرَف يقينًا أهُم بريئون أم مذنبون.. يستسهِلون قتل الناس وفي داخلِهم يقولون: "خلينا نِخلَص منهم".

دعني أوضِّح لك يا من فقد أي نسب لبني الإنسان ماذا يعني "فقدان إنسان حياته بغير حق"، يتحول المرء لاسم ينتاقله أصحابه بين بعضِهم البعض، وقد يكون لمن قتل أبٌ وأمٌ سينتحبون عليه ما يتبقى من عمرهم حزنًا عليه.. قد يكون له ذرية: يُتِّموا.. فقدوا أباهم! يا من استسهلت تفويض قتلهم، ويا من استمتعت بالرقصِ على دمائهم، ويا من ناشدت سيسيكَ بنحرِهم!!

هل يبقى جميلٌ في أي أرضٍ إذا ما استحل بعضُ أهلِها دمَ البعضِ الآخر؟!

هل تبقى أي إنسانيَّة بريئة في نفوسِ من لا يُنكر قتل الناس في الشوارع مجاهرين؟!

إن الدماءَ التي تُزهَق بغير حقٍ ستظل لعنةً على سافكيها، وعلى من بارك سفكها..

فإن لم يكتب ربُ العزَّة قصاصًا لها في الحياةِ الدنيا، فسيكون القِصاص في اليومِ الآخر على رؤوسِ الأشهاد!

سيأتي الشهيد - بإذن الله - يقول: يارب، سَل هذا، فيم قتلني؟!!



***

إن الحُزنَ على من نحتسبهم عند الله شهداء لا يكون لقلقِنا عليهم، بل لألم الفراق، وللشفقةِ على أهاليهم، أما هم - أي الشهداء - فهم بين يديْ الرحمنِ جل وعلا، هو أرحم بهم منا، وهم إن كانوا من أهلِ الجنة - نسأل الله أن يجعلها مثواهم - فهم حتمًا في أسعدِ حال، ولا يأبهون لهذه اللعاعة التي نعيشها بكل قسوة هاهُنا!

غير أن الفرد منا، ستظل في قلبِه غصةٌ أبدَ الدهر، قد ينسى مع الأيامِ الأحداثَ بأسمائِها، ولكن الأثرَ الذي تتركه فينا هذه الأيام لا أظنه سينجلي تمامًا إلا بقصاصٍ عادل يرتدع به الظالم ويخضع فيه الشقيّ للحق.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق