السبت، مايو 05، 2018

كم من فرصٍ للتعلُمِ ضاعت!

الحمد لله.

حين أسترجع ذكريات التعليم في المدرسة وكلية الهندسة، لا يغيب عن ذهني شعور الندم أو قل الحسرة على الفترة التي تلقيت فيها تلك العلوم دون وعي حقيقي بالهدف منها أو بتطبيقها في الحياة العملية.

أذكر بعض المواد التي كان يمكن الاهتمام بتفاصيل أسلوب إلقائها على الطلاب، وتوعيتهم بالهدف الأخير لدراستها.. اعكس ذلك عليّ وربما على غيري من الطلاب، فأقول أنه حتما إن اهتم الأستاذ أو بالأساس مصمم المنهج أن يصل الطالب تطبيق هذه المادة عمليا والهدف منها، لتغير دافع الطالب للاهتمام بها وتحصيلها، بدلا من الوضع السائد والذي يقتضي اجتهاد الطالب فقط ان يعرف ما يجمع به الدرجات في امتحانها، شتّان ما ببن الحالين.

وأتحسر أكثر حين أنظر في تلك التفاصيل المطلوبة لكل مادة لإفهام طالب العلم الهدف منها ولجعله مطلعا على تطبيقاتها المختلفة ولإدراكه لماذا يدرس هذا العلم تحديدا، أجد ان تلك التفاصيل لا تحتاج إمكانيات مادية فوق المعتاد.. فقط تحتاج لمجموعة من أساتذة هذا العلم وغيرهم من خبراء التدريس أن يعكفوا جاهدين على تصميم هذا المنهج بالشكل المطلوب، والذي يهتم بالأساس على إجابة السؤال: "لماذا؟" في كل وقت.. وأن يكونوا مخلصين في ذلك، وأن يضعوا أنفسهم مكان هؤلاء الطلاب المساكين لينظروا كيف سيكون الحال إذا ما تغيرت الأساليب لتكون أقرب للعملية والحياة الحقيقية..

لماذا نرضى بمشاهدة الأجيال المتعاقبة وهي تخرج من نظامنا التعليمي الأسطوري ظانّة أنها ستسوي الهوايل في الحياة العملية بالسوق ثم تُصدم بالحقيقة المُرة وهي أن البوْن شاسعٌ بين خيال المواد النظرية القاصر والواقع السوقي العنيف بالخارج؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق