الاثنين، مارس 25، 2024

طوفان الأقصى (٤٦) - هل يجب أن نبرر؟!

في شهر رجب ١٤٢١ هجرية (سبتمبر ٢٠٠٠ ميلادية) اقتحم آريئيل شارون ومعه حشد من جنود الاحتلال ساحات المسجد الأقصى وتجول فيه وقال أن حرم بيت المقدس سيظل إسرائيلي. وقتها ذبّ المقدسيون عن ثالث الحرمين وأولى القبلتين وواجهوا قوات الاحتلال بالحجارة واندلعت حينها مواجهات بين كافة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ضد كل قوات الاحتلال فيما عُرف وقتها بالانتفاضة الثانية للفلسطينيين والتي استمرت لخمسة أعوام. فعلى الرغم من استمرار الاحتلال لأكثر من خمسين عاما حينها، وتصاعد المواجهات على مدار أعوام الاحتلال بين الحين والآخر إلا أن من شأن المواجهات القتالية المستمرة بين الفلسطينيين والاحتلال أن تشترّ شرارتها حين يتم تناول مقدسات المسلمين بسوء أو الإعلان عن مخططات تهويدها.

ومع استمرار الاحتلال لخمسة وسبعين عاما، ومع استمرار الانتهاكات بين الحين والآخر والاقتحامات لأحياء الفلسطينيين والاعتقالات الجزافية فضلا عن أعمال القتل المباشر إما عن طريق جنود الاحتلال أو المستوطنين المسلحين، تزداد قوة وصلابة الفلسطينيين، ومع حصار قطاع غزة لأكثر من خمسة عشر أعواما تطورت وسائل المحاصرين في الدفاع عن أنفسهم ومقدساتهم إلى المقذوفات والصواريخ.. حتى جاء عام ٢٠٢١ وشهدت القدس أحكام الظلم بترحيل سكان حي الشيخ جراح لصالح المهاجرين اليهود واستمرت الاعتداءات والتنكيلات بحق المقدسيين وحبس الأطفال والنساء عدوانا، كما استمر استفزاز الاحتلال لمشاعر المسلمين وأعلن غير مرة نية المنظمات الصهيونية المتطرفة إقامة أعياد اليهود وذبح الكباش في ساحات الأقصى ضمن مخطط ممنهج لتهويد بيت المقدس، واقتحمت جحافل اليهود ساحات الأقصى وسط حراسات مشددة من قوات الاحتلال (يعني هذا فعل دولة وليس فعل مجموعات متطرفة) وأنشدوا ترانيمهم في ساحات صلاة المسلمين بالأقصى. 

كان ذلك - مع وجود الاحتلال أصلا فضلا عن الاعتقالات وأحكام الحبس للأطفال والحرائر والشيوخ مع القتل العشوائي من قبل المستوطنين تحت حماية كيان الاحتلال - كان ذلك كله المبرر الرئيس لعملية السابع من أكتوبر، ولو لم يكن هناك أعمال عدائية من قبل الاحتلال - وهذا أمر لا يتصور لأنه كيان احتلال فبالطبيعة يقوم بمثل أعمال الأرهاب هذه ليمكن نفسه من الأرض - لظل من حق الفلسطينيين القيام بمثل تلك العمليات التي تمكنهم من فرض واقع يسمح بمبادلة أسرى ويسمح بفتح أفق سياسي مختلف عما يجري حاليا ويفضح متعاونين مع احتلال داخل وخارج فلسطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق