الأحد، أكتوبر 18، 2009

افريقيا - بلاد الأحلام


- هو الواد علام مش باين اليومين دول ليه ؟

- عقبال عندك عنده عقد عمل في إفريقيا

- يا راجل، ما شاء الله، فين بقى ؟

- في نيجيريا

- يا معلم، دي لعبت معاه يا ريس


تخيل لو أن هذا هو الحوار النمطي الذي يدور بين المواطنين، استبدل كلمة الخليج والكويت وقطر والبحرين والسعودية وغيرهم من الدول التي شبعت مصريين واكتفت بدول أخرى بكر تحتاج الاستثمار والتنيمة والوعي وعندها من الخيرات والثروات ما يقيم العالم كله في الأيام القادمة، افريقيا هي المستقبل وهي البيئة النقية التي لازالت تحتفظ بنظافتها وفطرتها وتنتظر من يستغل هذه الامكانات الهائلة ليفيدهم ويفيد نفسه


شركة كالمقاولين العرب لها باع في إفريقيا ولكن نفوذها هناك بدأ يضمحل مع دخول دول مثل الصين والكيان الصهيوني ليقوموا بالدور الذي لم يكن يقوم به سوى مصر، كان في كل دولة من الدول الافريقية شارع باسم عبد الناصر أو برج باسمه، فما من دولة فرغت من اسهامات مصر في إقامة السدود وأساسات البنى التحتية، وكانت الأداة هي المقاولين العرب أما الآن فالمساهمة موجودة ولكن البدائل للدول الإفريقية كذلك أصبحت موجودة وبكثرة وانتبه العالم لثروات إفريقيا الغنية ونحن لازلنا نلهث وراء الدينارات العربية


لا أنكر اسهاماتنا العربية، ولا أعيب ذلك بل هو عين الصحيح ولكن في وقته، وقنما بنينا الأساس للعرب كان لنا قيمة لديهم، ولا استغناء عنا أبداً أما الآن وبعد السعودة والكوتتة والقطررة والبحررة والاستعانة بالهنود والأوروبيين بل وباليهود صرنا كغيرنا بل ونعامل معاملة لا تليق بنا على الاطلاق، كفانا مهانة ولنطلق العنان لشبابنا في إفريقيا التي تنتظر منا الكثير والتي لا تزال شعوبها تعاني من فقدان الحاجات الأساسية


كان الحديث في برنامج حالة حوار على التليفزيون المصري حول إفريقيا ونفوذنا في إفريقيا، فبغض النظر عن استفزاز المحاور وفوفيّته التي كان يمارسها على الشباب وكأنه دكتور في هندسة عين شمس، إلا أن أحد الشباب تحدث عن هذا التوجه الذي يجب أن يطرح من قبل الدولة وبالتالي يشجع عليه رجال الأعمال، يقول الشاب أن الشباب الآن لا يحلم سوى بالسفر إما للخليج أو أوروبا - طبعاً - وهو لا يرى في إفريقيا سوى المجاعات والجفاف والقتل ولا يعرف عن دول إفريقيا سوى أسماء الدول التي تقع مع مصر في تصفيات كأس العالم، فلا يمكن له أن يتخيل أنه في يوم من الأيام قد تكون إفريقيا هذه مصدر ثروة لبلده وله


لو أن رجال الأعمال وجهوا استثماراتهم لهذه الدول، خاصة أنها دول بكر وتحتاج للبناء والتشييد في شتى النواحي، وشجّع الشباب أن المرتب مقابل الغربة سيكون مجزيا لحتما ستتغير هذه الثقافة ولساهمنا في نهضة إفريقيا من ذلها لأوروبا، يجب أن نفيق إذ أن افريقيا تنهب ثرواتها المعدنية الماسية والذهب والنفط لجيوب أوروبا بينما شعوبها تعيش قحطاً مزرياً، هذا طبعاً بالاشتراك مع زعماء لهم خونة عملاء، يجب أن نشاهم في وقف الصراعات الإفريقية أقربها التي في الصومال والسودان فهذا أمننا القومي، والأمن لن يتحقق إلا إذا سدّ جوع شعوب هذه الدول، ولن يسدّ جوع هذه الدول إلا إذا عملوا، ولن يعملوا إلا إذا علموا، ولن يعلموا إلا بنا، لأن غيرنا لا يعلمونهم بل يستغلون أراضيهم البكر وثرواتهم المكنونة من غير أن ينفعوا بها هذه الشعوب المغلوبة على أمرها


افريقيا تنادينا، وأمننا القومي يستصرخنا من عبث الكيان الصهيوني به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق