الأربعاء، مايو 26، 2010

آثار وأخبار


رغم مرور آلاف السنين على آثار الفراعنة إلا أنها لا تزال باقية وكأنها في حالتها الأولى، شهدت عصوراً عدة.. ملوكاً وحكّاماً على مر التاريخ بمختلف سياساتهم وأهوائهم وأفكارهم.. وبمختلف دياناتهم.. منهم من كان عادلاً ومنهم من كان ظالماً جائراً.. ما فكّر أحدهم في هدم الآثار الفرعونية لسبب ما.. وما اعتقد أحدهم في إزالتها لأنها مخالفة لمعتقده مثلاً أو لإرهاب الناس غير حادثة نابليون الشهيرة بخصوص أنف أبي الهول والتي أراد بها تركيع الشعب المصري لحملته.

بل بالعكس، ترى أنه سخّر جماعة من الناس للمحافظة على الآثار العالمية في كل مكان.. جماعة تابعة للأمم المتحدة - الكيان الرسمي الجماع لأمم العالم - مهمته المحافظة على الآثار التاريخية الموجودة وإدانة كل من يحاول العبث بها أو تهديدها..

ثم ترى أن الآثار المهتم بها حول العالم - في الغالب - هي آثار جبابرة الزمن القديم، والأمم التي سبقت ونسفت.. آثار الطغاة على مر الزمن.. متن فراعنة ورومان..

أما الآثار المهددة بالخطر، هي التي لا تنتسب لطاغية أو ظالم على مر الزمان.. ولكنها في حد ذاتها قيمة كبيرة.. كالمسجد الأقصى.. يتعرض يومياً لانتهاكات من اليهود وحفر أسفل قواعده بادّعاءات كاذبة باطلة.. حفظ الله مسجدنا الأقصى.

لماذا تظل آثار وبيوت أقوام الأمم السابقة الذين ظلموا وتجبّروا وآذوا رسلهم باقية ؟ بالذات ؟؟

إن في بيوت ومعابد وآثار هؤلاء القوم عبرة لنا.. كيف بعد أن طغوا ووصلوا للقوة أن بنوا السواري والأبنية الضّخمة المستعصية والحصون الفتّاكة وبعد أن جابوا البلاد طولاً وعرضاً.. واستولوا واستفحلوا.. كيف لا تحسّ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟؟

كيف اختفى هؤلاء القوم الذين بنوا الأهرامات والمعابد العالية ؟؟ كيف لا أثر لهم اليوم ؟ لا ترى منهم إنسيّاً.. إلا أن مساكنهم باقية.

يعني اتّعظوا يا بني آدم.. فإنه سبقكم من كانوا أقوى وأعتى منكم.. ولكن هلكوا لمّا أعرضوا ورفضوا دعوة الهداية..

تلك كانت العبرة من بقاء بيوت ثمود قوم صالح..

وأظنّ أنّه علينا الاعتبار في ما نعرفه من آثار.. ألا ننظر إليها نظرة تسلية ومعرفة فحسب.. ولكني أحتسب في ذلك العظة.. أنه لا كبرياء لمخلوق على الله تبارك وتعالى وأنه كم من أمم قامت وتجبّرت وتفحّشت وتعلمقت ثم نسفت فلا تعرف من نسلهم أحداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق