الأربعاء، مايو 19، 2010

الزكاة الحياة


الله تبارك وتعالى كما أنعم علينا بنعمه الكثيرة وأولها نعمة الخلق فإنه وجبت له هو وحده العبادة.. يتفرّد جلّ شأنه بعبادة العباد فلا شريك له ولا منازع له في الملك.. وهذا هو مفهوم توحيد الألوهيّة الذي افتقده كفّار قريش إذ كان لديهم توحيد الربوبيّة هو أنهم يؤمنون أنه في النهاية هو رب واحد لكل ما يشركون به في العبادات.. ولكنهم أشركوا به في العبادات فعبدوا الأصنام لئلا تقربهم إلى الله زلفى وهذه هي الكارثة..

الله الواحد الفرد الصّمد لا شريك له في الملك والألوهيّة، وهو الوحيد الذي يستحقّ العبادة..

وقد شرع لنا الله تبارك وتعالى كيف نعبده.. وعلّمنا - ولله الفضل والحمد كله - كيف نصلّي ونصوم ونزكّي في كتابه الكريم ومن خلال سنّة نبيّه عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم..

ولأنّ الله بنا رحيم، فقد هدانا كيف نعبده.. فالحمد لله لم يترك الأمر اجتهاداً من الناس كل يعبد على طريقته.. فالسبيل الصحيح أن نعبد الله كما أمرنا في القرآن وأن نعبده على المنهج الذي بيّنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوح من غير لبس.

ولأن الدين اتّباع، فإنّه لا نقاش في ما أمرنا الله به في الكتاب والسنّة النبوية.. ولا نقاش في ما نهي عنه.. فإذا ما أمرنا بالصلاة على هذه الهيئة صلّينا بغير جدال.. وإذا ما أمرنا بالصيام والزكاة والحجّ على هذه الهيئات نؤدّي العبادات كما أمرنا ولا مجال لما ورد فيه مثل هذه الأمور وهي أمور غير مطروحة للنقاش لا في وجوبها ولا في كيفيّتها بل نقوم بها كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم.

نعمة العقل التي وهبنا الله إياها إنما أنعم بها علينا لنتفكّر في العبادات ولكي تكون لنا الإمكانيّة لعمارة الأرض لا لنجادل في مسلّمات لا نقاش فيها..

ومن ذلك التفكّر في عبادة الزّكاة، التي فرضها الله تبارك وتعالى على العباد كلٌّ على قدر استطاعته..

حول فقه الزكاة وأهمّيتها وغير ذلك: فقه الزكاة من موقع الشيخ القرضاوي

مما دفعني للكتابة في هذا الأمر.. هو أنه بعد أن تتفكّر في فريضة الزكاة تجد أن أنها لم تفرض تعسيراً على المسلم على الإطلاق.. بل إنك بمجرد التفكير فيها تجد:

- أن نسبتها بسيطة جداً من مالك.
- أن الشروط التي وضعت لإخراج الزكاة يسّرت أكثر فأكثر.
- تمّ أنّك تجد أنه بعد هذه الشروط، أن من أهداف الزكاة ألا يظلّ مالاً راكداً لديك من غير أن يساهم في تنمية المجتمع.. فأنك إذا ما صرفت مالك كله قبل أن يحول عليه الحول - في استثمارات.. تشغيل شباب.. صدقات.. مصاريف شخصيّة.. تنمية - لن تجب عليك الزكاة.. ولكن الزكاة على من مكث المال عنده بغير أن يساهم في اقتصاد المجتمع.. وكأن الهدف أن تستمر التنمية في مصارف الزكاة باستمرار بهذه النسبة البسيطة جداً من مالك..

وبالتالي فاللزكاة بعد اجتماعي تنموي غاية في القوّة - غير أنك في المقام الأول تبغى بها رضا الله تبارك وتعالى - أنها تساهم في بقاء المجتمع في حركة تنموية وشغل دائم.

وكذلك فإنها تجبرك أن تصل بيدك للفقير فتراه وتشعر به وتعلم أنك لا تعيش وحدك..

التفكّر في العبادات يصل بك لحمد الله على نعمة الإسلام، وحقاً كفى بها نعمة..

هذا هو ديننا الذي نحمد الله على الانتساب له، والذي نأمل أن يستخدمنا الله في نصرته..

أوصي نفسي وإيّاكم بعدم التباطؤ أو التكاسل في إخراج مال الله في ميعاده.. واعلم أن هذا حقّ الفقير عليك فأنت لست بمتفضّل به.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق