الأربعاء، يونيو 30، 2010

المغفّل - أول ما لبست نضّارة


كان ذلك في أولى إعدادي..

وكنت لا أعرف أن نظري فكنت أظنّ أنّ هذا المستوى من الرؤية هو الطبيعي..

يعني أنه ليس من المفترض أن أرى البعيد بوضوح تام.. لأنه بعيد.. يكفي أن أرى ملامح بسيطة، ومفهوم أن تكون حدود الشكل غير موجودة.. ما هوبعيد.

وقس على ذلك في بقية قياسات الرؤية المعيشيّة.. يعني "لوجو" القنوات الذي يكتب أعلى الشاشة هذا.. قديماً كان "ق1 أو ق2 وهكذا".. عادي إذا ما كنت بعيداً عن التليفزيون طبيعي أن أراها مغشلقة مزغللة..

وظننت أن الناس كلهم كذلك.. إلا من أنعم الله عليه ببصر حادّ.

ولكنّ أخي - جزاه الله خيراً - لاحظ ذلك عليّ فطالما كان يطالبني بعمل كشف نضّارة، لأن الأمر لا يبدو طبيعيّاً.

فبعد المقاوحة، ذهبت بصحبة أهلي للدكتور.. وأنا مش مقتنع.. وكشفت نظر.

لتكون نتيجة الكشف -2.5 في كل عين، وسط ذهول أهلي.. طبعاً إلا أخي!

قمت باختيار نضّارة.. وحان يوم استلام النّضّارة.. وارتداء أوّل نضّارة في تاريخ محمد حيدرة.

أقل ما يوصف لما حدث لي هو.. الصدمة الحضاريّة!!

ما هذا.. أرى البعيد واضحاً وضوحاً جليّاً..

ما هذا.. الرجل الذي يمشي هناك أراه تماماً.. وأرى حركات يديه وماذا يفعل.. أليش هذا اختراق لخصوصيّته ؟؟!!.. بل يبدو أن مفهوم اختراق الخصوصيّة أوسع مما كنت أتخيّل بكثير..

ما هذا.. ألوان السيّارات واضحة وبشدّة.. البرتقالي برتقالي كما كنت أرسم..

ما هذا ؟؟.. "ق1" واضحة ودقيقة وجليّة..

يا سبحان الله.. وكأنّني كنت أعيش عيشة أخرى تماماً.. أرى الدنيا من منظار مختلف تماماً.

كتّر خيرك يا أحمد والله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق