الثلاثاء، نوفمبر 02، 2010

ويرزقه من حيث لا يحتسب


يقول الله تعالى: ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدراً.

آية الاطمئنان.. الله سبحان وتعالى وهو غنيٌ عن الخلق كلّه، لا يزيد من ملكه أن يعبده أحد.. ولا ينقص من ملكه أن كفر به أحد.. هو المستحقّ للعبادة.. يطمئن المؤمنين في هذه الآية أنه هو الرزّاق، وأن اجتهاد العبد في طلب الرزق لا علاقة له بالنتيجة.. وإنما الرزق في النهاية من عند الله.

العبد مطالب أن يجتهد ويسعى في الرزق.. يقول الله: فامشوا في مناكبها، ويطلب العبد الرزق مستعيناً بالله تبارك وتعالى.. والله يقدّر له رزقه.. ولهذا فعلى العبد ألا يتعلّق قلبه بالأسباب - سعيه وطلبه للرزق - وإنما يتعلق قلبه بالله.. ويعلم أن الله تبارك وتعالى لا شريك له هو الرزّاق،وهذا قول الله: ومن يتوكّل على الله في حسبه.

وترى قول الله: ويرزقه من حيث لا يحتسب، قد يرزقك الله مما لا تتوقّعه.. أنت تجتهد في سعيك والله يرزقك مما يشاء.. مما أنت في مجتهد أو من غيره.. وهذا لله وحده وليس لأحد سواه.. سبحانه وتعالى هو الرزّاق.

إنّ الله بالغ أمره فلا ممسك لرزقه، ولا مطفئ لنوره ولو تجمّع أهل الأرض كلّهم لذلك.. فإن أراد الله أن يرزقك بنعمة فلن يمنعك أحدٌ إيّاها ولو تآمر أهل الأرض كلهم لذلك.. ويقدّر الله ما يرزقك به لصالحك.. قد جعل الله لكل شئ قدراً.. سبحانه وتعالى يعلم أن فلاناً المؤمن إن رزق المائل الطّائل لعله تجبّر وكفر.. فيرزقه بحيث يستقيم على طاعته فلا يحيد عنها.. ويعلم سبحانه أن فلاناً المؤمن إن حبس عنه الرزق يئس فضعف فكفر.. وهو لا يرضى لعباده الكفر..

فسبحان الذي قدّر الرزق لعباده.. ولأهل الأرض جميعاً.. وسبحان من كان غنيّاً عن العالمين..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق