الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

التأوّل والتحوير


قد يقع المرء فريسة هواه وحبّه لإرضاء النّاس وهو غيورٌ على دينه، فيحتدم الصّراع في نفسه بين إرضاء النّاس والحقيقة في دينه التي لا شبهة فيها.. فيضطر لتأويل حكم أو أصل في دينه لإرضاء الناس وفي نفس الوقت لإثبات الحكم. فقد يخصّص ما هو عام أو يعمّم ما هو خاصّ من الأحكام لتجنّب شبهة تحوم حول الإسلام.. كاضطهاد للمرأة أو انتشاره بالسّيف أو غير ذلك.

الإسلام برئ من كل الشّبهات الموجّهة إليه، وهو دينٌ قيم لو اتّبعه الناس ما ضلّوا.. ولكن اثبات ذلك للجاهل بالإسلام لا يكون بالتّضليل حول أحكامه أو إنكار ما كان أصلاً من أصوله. فإذا لم تكن لديك الحجّة التي تحجّ بها من يهاجم الإسلام أو يشكّك فيه أو يتّهمه كذباً باتّهامات هو منها بريء، فلا تدخل في النّقاش.. لأنه ببساطة لا علم لك بالأمر.. فإذا ما علمت بالأمر واستقرّ في نفسك وأصبحت ملمّاً به كن جنديّاً لله فيه وصدّ الشّبهات عن الإسلام. أما كونك لا تدري ولكن غيرتك على دينك تجعل تخرج من المناظرة منكراً أصلاً من أصول الدّين أو حكماً من أحكامه فهذا هو الضّرب في الدّين، وبذلك تنساق وراء هجمات الآخرين المتكرّرة للتشكيك في الإسلام وتضليل الخلق عنه.

واعلم أن هذا هو دين الله، والله متمّ نوره.. ولو كره الكافرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق