الأحد، يناير 02، 2011

الوقت الحرج


ما سمعنا بهذا قبل ذلك وما كان هذا الأمر بالذات سكّة احتقان لدى الشّعب المصري، إن أرى ذلك إلا أصابع خارجيّة تعبث في أمن هذا البلد في هذا الوقت غاية في الحرج!

تفخيخ سيّارة بمئة كيلو متفجّرات في الإسكندريّة رغم إحكام قبضة الأمن على العمليّات الإرهابيّة في العقد الأخير.. ورغم الاهتمام بحراسة الكنائس - على الأقل ما أراه في القاهرة - ورغم الحرص على عدم استفزاز مشاعر الأقباط في هذا الوقت بالذات، وقوّة هذا التفجير لا تأتي إلا بأصابع مخابراتيّة أمنيّة ولا غير ذلك.. تغلغلت وتوطّنت في مصر وعزفت نغمة الاحتقان الطّائفي التي لم تكن موجودة من قبل.. وردّدت شعارات "الظلم، والاضطهاد" لزعزعة ما تبقى من استقرار البلد في هذا الوقت بالذات.. لا يأتي ذلك من شخص ينصر الإسلام مطلقاً.. ونحن لسنا بحاجة لنبيّن ذلك.. فلم يتهم الإسلام في أزهى عصوره مطلقاً باضطهاد أيّ أقليّة عرقيّة أو دينيّة في أيّ من أقطار الدولة الإسلامية التي وسعت كل الأديان تحتها وحافظت على حقوقهم مما لم تعهده هذه الأقليّات من قبل.

فعلى العقلاء في هذا البلد، ألا يزجّوا مطلقاً بإسم الإسلام في مثل هذه الأفعال.. وأن يستبعدوا خيار المواجهة مع أتباعه.. وأقول العقلاء وليس سفهاء البلاد ممن يحبّوا إشعال الفتنة ولو لم يكن لهم من ورائها مكسب.. ولكن ربما نفوسهم مريضة تعشق الشّعللة والاحتقان والصّراخ ونغمة الطّائفيّة.

يمكنني القول.. أن ما يشتكي منه الأقباط في البلد يشكتي منه مسلموها.. نعيش نفس التردّي والقرف.. ويمكنني أن أجزم أنه إذا ما طبّق الإسلام الصحيح في هذا البلد ما اشتكى الأقباط أبداً.

على الدولة أن تحكم قبضتها على المؤامرات الخارجيّة كما تسعى لإحكام قبضتها على المؤامرات الداخليّة..

ابحثوا عمن فعل هذا العته.. ولا تبحثوا عنه وسط أنصار المسلمين.. ولو كان المنفذ من المسلمين.. فاعلموا أنه من جهلاء المسلمين الذين ما فكّروا في صالح المسلمين.. لأنه بغباءه أذى المسلمين أكثر مما أذى الأقباط.. إذ ألصق بهم ما ليس فيهم.

وإذا كان المنفذ من غير المسلمين.. فوحّدوا جهودكم نحو عدوّكم الأساسي الذي ما توقّف للحظة عن التآمر على هذه الأمّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق