الاثنين، يناير 03، 2011

المخطط والأحمق والمرضى النفسيّون


حسب استفتاء موقع الجزيرة نت حول ضلوع أطراف خارجيّة في تفجير كنيسة الإسكندرية، فإن أكثر من 78% على اقتناع بضلوع أطراف خارجيّة في هذا العمل المزري.

وهذا من المنطق، إذ أن طبيعة الشعب المصري لم تتغير لدرجة الإقدام على عمل انتحاري لقتل أناس آخرين يعيشون معهم في نفس البلد. أكاد أجزم أنه لا توجد شخصية مصرية واحدة على هذه الأرض عاشت فيها يمكن أن تقدم على قتل نفسها لعلها تقتل آخرين مهما بلغ الاحتقان الطّائفي من الجنون. أقصى ما نعيشه مواجهات بالطّوب أو الكيماويّات التي تؤذي ولا تقتل وحتى في هذه الحالات يكون الأمر مزكى من أطراف أخرى.. ومشحون من قبل أناس غير مسئولة.. مريضة نفسيّاً.. وللأسف بعضهم من المؤسسات الرسمية!!

وفي ظل إعلام سطحيّ يفتقر المساس بالجماهير، والإحساس بهم.. وفي ظل تتفيه كل القضايا التي تواجه المواطن المصري.. وأحياناً، في ظل مساهمة الإعلام في تزكية الاحتقان الطّائفي.. يجد العابثون بهذه البلاد فيها مسلكاً.. ويجدوا ضالّتهم في شباب الطّائفتين الذين لا يجدوا عالماً ناصحاً أميناً لهم..

كما قال الرئيس السادات: هناك من ينفخ في النّار.. ويستخدمون هؤلاء الشباب وقود لهذه النّار.

وحتماً.. لا يدري هذا الفتى أنه لعبة في أيدي ماكر كبير يستخدمه كالعرائس.. ويستغله لتنفيذ مخططه في ضرب استقرار هذا البلد.. وهذا واقع على مدار التاريخ.. حتى في معارك تحرير الأرض.

فالمجاهدون الأفغان كانوا يتسلّحون في جهادهم ضدّ السوفيت بسلاح الأمريكان، وهم لا يعنيهم من أين جاءهم هذا السلاح.. المهم أنه جاء المدد لخدمة غرضهم.. حتى دارت الأيّام فانقلب هذا السلاح عليهم.. وأصبح أول من دعّمهم هو عدوّهم الأكبر.. وأصبحوا هم أساس الإرهاب في العالم.

ذلك لأن أمريكا حينما دعّمت الأفغان في حربهم ضد السوفيت لم يكن لسواد عيون الأفغان، وإنما لهدّ الدبّ الروسي.. وتفكيك إمبراطوريّته.

كذلك أرى الحال في مصر.. الأداة التي قامت هذا العمل الغبي المزري لا يهمها من دعمها بالمتفجّرات.. ولا من خطط لها التوقيت حتى.. المهم أن كل شئ متوافر وأن الدعم لا ينقطع.

فيقوم السفيه بهذا العمل الإجرامي جهلاً أو حقداً أو هطلاً.. ويضحك المدبّر الأساسي والفائز الأوحد وحيداً.

ويتفاعل أبناء الطائفة المتضررة حماسة وبدون تؤدة.. ويزكي جهلاء القوم هذا التفاعل احتقاناً وكراهية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق