الثلاثاء، يناير 18، 2011

حـــول تـــــونس


لا شكّ أن ما حدث تونس كان يحتاجه الجميع لكسر حالة التبلّد الموجودة في أوطاننا العربيّة على الصعيد السياسي خاصة وأن كثير منّا أيقن أنه خلاص هو كدة.. وعلينا أن نتعايش مع الأمر.

ويعكس اهتمام شريحة الشباب بالذات في أوطاننا العربية المتفرقة بما حدث في تونس حقيقة أن شبابنا لم يعش أيّ من فترات التقلبات السياسية لا في وطنه ولا في وطن غيره.. اللهم إلا انقلابات فاشلة، أو أمل في ديمقراطية مفقودة كما حدث في موريتانيا.. أو خلع حاكم والإتيان بغيره - إبنه - كما حدث في منتهى السلاسة في قطر.. أو ربما احتلال وفرض وجود أجنبيّ وبالتالي محو نظام بالكامل كما حدث بالعراق الفقيد.

إلا إذا اعتبرنا كذلك، أن وفاة أحد الحكّام حدثاً سياسياً ضخماً، والحقّ أنه ليس من المفترض ذلك.. ولكن بسبب واقعنا المرير بتمثيل حكامنا كالأصنام، أصبح وفاة حاكم دولة عربيّة حدثاً جليلاً عظيماً ننتظر جميعاً تبعاته.

أنعم الله علينا بالرخاء والاستقرار..

أما بخصوص تونس، فمع كون الثّورة نابعة من قلب الشعب التونسي حتى أنك لا تجد قادة لها.. بل هي شرارة استثمرت من قبل الشعب التونسي، وساهم في نجاح هذه الثورة - وبكل تأكيد - الجيش التونسي.

فيبدو.. أن الجيش التونسي ما صدّق حتى أن جاءت الفرصة لخلع بن علي الذي ظلمه وقلل تسليحه واهتم بالأمن الداخلي على حساب الجيش.. فرفض الجيش الانصياع للأوامر العليا وتضامن مع المتظاهرين.

وأعتقد أنه لولا هذا الدعم من الجيش التونسي لقمعت الثورة ولعاد الأمر كما كان.. إلا إذا دعّمت الثّورة مادّيّاً وتنظيميّاً من قبل قوى العالم الكبرى - لا علاقة بها طبعاً - ووقتئذ.. سيتحتّم وجود قادة لهذه الثّورة.. ليخلعوا النّظام البائد، وليحلّوا محلّه.. بدعم خارجي.. لضمان المصالح الغربيّة في تونس.

الخوف هنا هو أن يتم تنويم الشعب التونسي وأن تعود الديكتاتوريّة كما كانت ولكن في ثوب أشخاص آخرين.. كالغنّوشي.. الذي لا أفهم كونه من رجال النظام السابق، ومع ذلك لا يزال في منصبه.. وزير أوّل.. والحكومة الجديدة لا يزال فيها 6 من رجال الحزب الحاكم.. صحيح الوعي موجود والشّعب التونسي لا يزال يعارض ذلك.. ولكن تخشى إخماد الوضع على ذلك.. ويتم الالتفاف على إرادة الشعب التونسي.. فتعود الديكتاتوريّة كما كانت.

بالمناسبة هذا ما تتوقّعه يديعوت أحرونوت العبريّة..

وعلى النّقيض في نفس الوقت تخشى طول فترة عدم الاستقرار في البلاد.. والتي يقوم اقتصادها على السياحة.. نعم للحرية ثمن.. ولكن آمل أن الثمن الذي يدفع نجد به مردوداً لا التفافاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق