الأحد، فبراير 20، 2011

الإعلام الحرّ الحقيقي، والنّفاق الثّوري


تغيير نظم الإعلام المصري وقصّ ريش كل المنافقين السابقين من ضروريّات تحقيق نجاحات الثّورة.. إننا في تحدّ واضح ضدّ منافقين اعتادوا النّفاق للنّظام السابق والمفارقة أنهم هم أنفسهم منافقو الثّورة الجدد.. لا يجب أن يخدعنا هذا فنعتبر ذلك من انتصارات الثّورة.. إننا نريد إعلاماً حراً لا يخضع لأيّ سلطات قهريّة ولو كانت هذه السّلطة هي الثّورة الشريفة التي قام بها شعب مصر.

لا نريد تكراراً للإعلام والصحافة الإشتراكيّة السابقة التي كانت تمجّد ثورة 52 وقائدها جمال عبد النّاصر فانقلبنا لعصر فرعونيّ جديد عشنا آلامه حتى 11 فبراير الماضي.

منذ بضعة أيام نشر تقريرٌ حول الدكتور كمال الجنزوري وعن إهدار مليارات للدولة في مشروعات توشكى وشرق العوينات وغير ذلك.. وكان فيه شئٌ من التّفصيل.. رغم اعتراضي على المضمون ورؤيتي في أنه لعل ما فشّل هذه المشروعات هو توقّفها.. إلا أنني صدمت حينما نشر اعتذار من الجريدة في اليوم التالي لشخص الدكتور كمال الجنزوري.. هذا ضدّ مفهوم الإعلام الحرّ تماماً.

ليس معنى أن الدكتور كمال الجنزوري لديه شعبيّة وسط العامّة.. أن لا يتم الحديث حول شخصه.. والحقّ أنه إذا أريد حياديّة تامّة.. فكان أحرى بالجريدة السماح للدكتور الجنزوري الردّ بالتفصيل حول ما نشر عنه.. هكذا أفهم حرّيّة الإعلام.

علينا ألا نخلق صنماً جديداً ولو كان هذا الصّنم هو الثّورة.. هذا أمرٌ جدّ خطير.

إنما جاءت الثّورة لتمحو أساسات الصّنميّة والتقديس المحرّم للأشخاص.. ولتعلو قيم العدالة والحرّيّة للجميـــع.

أعتقد أننا بحاجة لأكثر من ستة أشهر للتنظيف الإعلامي - الضّروري - الذي يجب علينا أن نلتفّ حوله جميعاً.. ولهذا أتفهّم طلب الدكتور البرادعيّ بزيادة الفترة الانتقاليّة لعام حتى يتسنّى للناس تعلم الحياة السياسيّة وإنشاء أحزاب وتنقية الإعلام من المنافقين والمتلوّنين. أما الفترة الانتقاليّة القصيرة فمن شأنها أن تضع في المقدّمة قادة لم يرشّحهم أحد إلا أن فراغ الحياة السياسيّة من الأكفّاء في صدارة الأحداث تمكّن نفس الوجوه العقيمة من الظّهور.

نريد تغييراً حقيقيّاً في كل شئ..

لا نريد استبدال نعم لمبارك، بنعم للثّورة.. نريد حياة قائمة على العدل وقبول الآخــر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق