الخميس، فبراير 24، 2011

ينهار الطّاغوت، وليتّعظ الباقون


على مدى 42 عاماً حرص القذافي على الحفاظ على قبليّة ليبيا، وتشرذمها.. والإيحاء أنه في ليبيا كما جنكيز خان في الصّين قبل ذلك.. فإنه إذا ما انهار القذافي سيقاتل الليبيون بعضهم بعضاً، وسيعيشوا في خراب عقود وعقود.. وهذا ما كان يسعى لبثّه في نفوس الليبيين.

إلا أنه يرفض فكرة أن الشعب الليبي أجمع على سقوط القذافي ونظامه البائد، الذي ظل يقهر في المواطنين الليبيين على مدار 42 عاماً، مبرّراً تبريرات هتلريّة.. أنه من يعارضه فهو حتماً ضد وحدة ليبيا الوطنيّة.. وأنه يسعى لخراب ليبيا.

فعلى مدار حكمه المستبد، كان من جزاء كل من يقول لا في ليبيا هو القتل، وبدم بارد بلا رحمة.. وبلا محاكمات.. فقط حماية لنظامه الطّاغوت.. ولا يجد القذافي حرجاً في أن يقرّ بذلك ويبرره.. فهو قائد الثورة الليبية دوماً.. وهو الزعيم المتغطرس الذي لا يمكن رفضه أو الحكم عليه، لينتشي بجنون العظمة الذي تغلغل في عروقه وتملك من عقله. وليستعين بالمرتزقة ضد شعبه الأبيّ، الذي خرج منه المختار وكبار قادة الجهاد ضد الاحتلال الإيطالي.. ولكن ما لا يفهمه القذافي أن شعبه الأبيّ سيطيح به من عل، وينهي هذه الأسطورة الغاشمة التي ظلمت هذا الشعب على مدار 42 عاماً.

شكراً لتونس، وشكراً لمصر إذ أنهما بفضل الله حرّكا جموع الشعوب العربية لتقول لا للاستبداد والظلم والنّهب. ولتخرج البطولات المجيدة من قلب الشعوب فترفض الاستبداد والظلم الذي هو أعتى من الاحتلال.

ليعرف كل رئيس، ملك، أو حاكم.. أنه بشر.. وأنه إذا لم يحكم بالعدل قيل له إرجع وإلا قوّمناك بسيوفنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق