الأربعاء، أبريل 27، 2011

الحـــلم الكبيــــر


أنا مقصّر في حقّ فلسطين، وفي حقّ أهلنا في غزّة والضّفة.. ومقصّر في حقّ القدس..
ومقصّر في حقّ الشّيشان، وتركستان..
وأفغانستان.. والعراق..

مقصّر في حقّ ليبيــا.. وســوريا.. واليــمــن..

ومقصّــر في حقّ كلّ من لم تصل له رسالة الإسلام الحقيقيّة..

ومسئــولٌ عن كلّ من لم تصله الدّعوة بسبب كسلي وهواني.. وقلّة حيلتي..

ومسئــولٌ عن الصّورة السّيئة التي انطبعت عند الغرب.. ومسئــول كوني متخاذل في تصحيح هذه الصّورة..

ومسئــولٌ عن تردّي أحوالنا كمسلمين وانعدام الضّمير فيّ وفي إخواني..

وقد فتحت لنا آفاق الحرّيّة..

وتكلّم من هنا ومن هناك كلّ من أراد التكلّم.. على الانترنت.. وفي التليفزيون.. مؤتمرات شعبيّة..

كلٌ يتحدّث بملء فيه عن برامجه وطموحاته ..وأجنداته..

وكلٌ يدافع عن آرائه السياسيّة وبكل قوّة وشراسة..

ومنهم من يتهجّم على الدّين ويصفه بصفات لم تكن فيه.. ديناً قيماً من لدن حكيم خبير عليم.. من يهجوه فإنّما يهجوه لجهله.. أو لعداوته للدّين.. وللاستقامة.. وفي المقابل ربما تجد من يرى في الدّين نموذجاً للصّلاح في الحياة كلها يتحدّث بخجل.. يخشى النّاس أن يفتك به النّاس.. وهو على حقّ.. تجده يحاذر في كلامه لئلا يتّهم بالسّطوة أو العنصريّة أو النّفاق أو الوصوليّة.. أو بالرّجعيّة والجهل..!!

بعد أن فتحت آفاق الكلام لكل النّاس.. تحدّث الجميع بلكنته الخاصّة.. منهم المخلص ومنهم الوصوليّ معلوم بالوصوليّة منذ زمن.. وفي خضمّ ذلك.. أحزنني وأحرق قلبي أن معظم التيّارات السياسيّة صبّت جلّ هجومها على الفكر الإسلامي.. ولم يفرّقوا بين مدّعيي الدّين وبين المخلصين في الدّين لله.. بين من يرون في الإسلام منهاج حياة يستقيم به العالم بأسره، ومن يتّخذون الإسلام سلّماً للسّلطة..

حسب هؤلاء الذين يتخذون من الإسلام وسيلة للسلطة أن يقعوا على جذور رقابهم غير غانمين.. لأنهم لم يعملوا للإسلام الحقّ لتزدهر به الدّنيا.. وإنّما تغنم الدّنيا بالإسلام وخيره.. على المسلمين وغير المسلمين.. ويدحر الإسلام كل ظلم وظالم.

فإذا كان العلمانيّ يحلم بدولة قانون تقوم على القوانين الوضعيّة منحّياً الدّين جانباً إذا قضى الشّعب رأياً بالأغلبيّة.. فإنّه من حقّي.. وحقّ كل امرء حريص على ولاية الإسلام الحقّ أن يحلم برؤية حكم الإسلام الرّشيد على هذه الأرض وغيرها من بلاد الله.. بمنهج الإسلام القويم.. لا ظلم فيه لإنسان أيّاً كان عرقه أو دينه أو لونه..

من حقّي أن أحلم وأعمل من أجل رؤية المسجد الأقصى محرّرا.. أن أحلم بملاقاة اخواني وأصدقائي على بابه يوم فتحه.. وأن أدعو الله مخلصا أن يحقّق لي غايتي في أن يستخدمني في نصرة دينه وتحرير أرضه.. وإعلاء كلمته على العالمين..

بل.. لا أقول من حقّي.. أقول عليّ أن أعمل من أجل ذلك.. وأن أقبض على الجمر حتى أصلح من نفسي وأدعو غيري فنكون في رباط إلى الجنّة بإذن الله.

لا ننسى فلسطين.. لا ننسى الأقصى أبداً ما دمنا على ظهر هذه الأرض.. ولا نكفّ عن تذكير أولادنا بقضيّة المسلمين.. دولة الحقّ.. والخير.. ودحر الباطل والفساد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق