الخميس، أبريل 21، 2011

سقط النّظام.. وماذا عن نفسك؟


في ظل تشابك الأيدي الذي نعيشه اليوم بين مختلف الأفكار والرؤى والمناهج.. وفي ظل الشّحن الإعلامي المكثّف لكل فريق من الفرق.. التي تنفّست نسيم الحرّيّة بعد سقوط النّظام البائد.. يقف المرء محتاراً أيّ فريق يتّبع.. وأيّ منهج ينتهج.

في سقوط نظام حسني مبارك عبرة لنا جميعاً.. علينا أن نتّعظ منها.. غير صحيح أن النّظام سقط على يد الشّباب وحدهم.. وغير صحيح أن الشّعب أراد فأسقط النّظام.. هل كان يتخيّل أيّ شابّ ممن خرجوا يوم 25 يناير أن تكون نتائج مظاهراتهم.. تنحّي حسني مبارك الذي مكث في الحكم عقوداً على غير إرادة شعبه.. وهو الذي قمع - سمح لنظامه أن يقمع - كل كلمة اعتراض على سياساته..

أراد الشّباب فقط أن يقول "لا" في وجه الظّلم والطّغيان بعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت.. فأوذي في لقمة عيشه وفي كرامته وفي حرّيته.. ضاق ذرعاً فخرج صارخاً أن كفاك ظلماً وجوراً..

تقول الآية الكريمة: "إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم".

نعم، الشّرارة والبداية يجب أن تكون منك أنت.. ولكن في النهاية.. التغيير يحدث على يد الله تبارك وتعالى..

إننا في اختبار حقيقيّ ورهيب..

هل سقط النّظام لأنّنا أهلٌ للتّمكين، أم أنّه سقط لأنّ نظام مبارك هو الذي أهلٌ للهلاك؟!

هل أنت قناعة أنّك تغيّرت من داخلك.. فصرت أهلاً لأن تحكم العالم من جديد؟ أم أن النّظام السّابق تجبّر وطغى وآذى حتى استحقّ الهلاك!!

إن سقوط نظام حسني مبارك آية لنا جميعاً.. ويجب علينا أن نأخذ العظة والعبرة فقط أنه نظام استبدّ وظلم فسقط.. ولكن علينا أن نقضي على الطّغاة في نفوسنا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق