الأحد، مايو 22، 2011

ولا مؤاخذة - يا أهـــل تويـــتر


حسناً..

ربما كنتم سبباً في انطلاق شرارة هذه الثّورة التي شارك فيها المصريّون جميعهم.. شبابهم وشيوخهم.. وربما يكون لديكم من الوعي ما هو أزيد من عوام النّاس.. وربما لديكم القدرة على التّناظر والمناقشات.. وربما لديكم دراية كيف تديرون دفف الحوار لصالحكم.

هذا جميل.. وطالما ارتضينا بالحرّيّة في التعبير.. فإنّه يتعيّن لكل امرء أن يشرح وجهة نظره وبرنامجه وطموحه وأحلامه وكل اللي نفسه فيه.. وكذلك فإنه يتعيّن أن يحترم نفس هذا الشّخص طموحات وبرامج وأحلام الآخرين وإن تعارضت مع طموحاته وأحلامه هو وليكن للشّعب كلمته.

ما يحدث الآن.. أن شعب تويتر الكرام يعيشون وحدهم على جزيرة نائية من الناس تماماً.. اللي بيسبّ في المجلس العسكري.. واللي بيسبّ في أي فصيل فكري آخر.. واللي بيدعو لثورة جديدة لا يجد من يقنع غيره بها.

وكل هؤلاء.. وأنا متابع جيّد لما يجري.. لا أجد منهم حلولاً حقيقيّة على الأرض لما نحن فيه.. سباب وخلاص.. ولا أجده نقداً من أفراد يريدون رفعة لهذا الوطن..

ولا يزالون يسخرون من كلمة "عجلة الانتاج".. حسناً إذا اتفقنا أنا وأنت على أن التظاهر لا يوقف "عجلة الانتاج".. اعلم جيّداً أن القاعدة الكبيرة من الشّعب لا تؤيّدك.. وأن الأغلبيّة الكاسحة من الشّعب ترى فيك زيّاطاً.. لا تشعر بما يشعرون.. أو بالأحرى لا تفهم ما يفهمونه..

أنت لا تزال تسخر من "عجلة الإنتاج" ولكنّك لا تقترح حلولاً لمواجهة التحديات الاقتصاديّة التي تواجه البلاد.. لا تردّ على الأرقام التي تذاع من هنا وهناك إلا بالسّخرية.. لا نرى منك إلا سباباً وكأنّك أنت الوحيد الذي يفهم الصّغيرة والكبيرة في هذا البلد.

ولكن الحقيقة غير ذلك.. ولا يزال الكثير من أهل تويتر يلتف على ما قرره الناس بانتخابات برلمانيّة قبل البتّ في الدّستور.. وكأنّ الـ14 مليوناً الذين قالوا "نعم" لدستور جديد من خلال برلمان جديد منتخب هم قوم "خرفان" لا يفهمون.

استمرارك في السخرية من القاعدة العريضة من الشّعب لن يوصلك إليهم.. واستمرارك في سبّ المجلس العسكريّ - وليس انتقاده ولو بحدّة - لم يقرّبك من الشّعب ولو شبراً واحداً.

يا أهل تويتر.. أنتم لستم النّخبة.. وإذا كان لدى أحدكم برنامجاً حقيقيّاً للنّاس فليطرحه عليهم.. بكل جدّيّة.. أما أراه.. فهو استمرار لمسلسل التخوين والتسفيه الذي كان قائماً وقت فتنة "نعم" و"لا" الفكريّة.. والذي كرّس لدى البعض أننا قوم نريد الحياة في فوضى ولا نسعى لبناء مصر جديدة حقيقيّة.

الانتخابات البرلمانيّة قادمة.. وعلى الشّديد فيكم أن يجهّز لها وأن يكفّ عن الفرعيّات.. لئلا نجد بعضاً منكم يقول "أخ" قد فاز فصيل كذا لأن له قاعدة شعبيّة منذ زمن ولأنه يستخدم الدين في التين وهذا الحديث.. فإذا ما كنتم ضقتم ذرعاً بالمجلس العسكري وحكم العسكر.. فعليكم التجهيز للانتخابات البرلمانيّة.. وبينكم وبين منافسيكم.. الصّندوق.

هناك 4 تعليقات:

  1. اللى بيعزف على الأورج23 مايو 2011 في 5:23 ص

    تمام أوى "زيّاطاً" دى.....

    ردحذف
  2. Deep and frustrating!

    ردحذف
  3. يا سيد حيدرة .... هذه ربما تكون واقع بل حقيقة من بعض أهل تويتر .... فان كنا نتضايق من فلان عندما يخاطبنا نحن المسلمون بصنيع بعضنا الخاطئ

    فمن الأفضل أن نراعى هذه الأمور

    أتفق معك فى المضمون الى حد كبير و أريد أن أؤكد أهمية توعيتهم لأنه ماينفعش كل شوية نقول قلة مندسه ...عشان بالمنظر ده هنلاقى ان القلل المندسه عبارة عن نسبه ليست بقليله مع اختلاف أنواعهم و سياستهم

    و شكرا

    ردحذف
  4. أؤيد هذا الكلام و بشدّة..
    و ليس أهل تويتر فقط، بل أهل الفيسبوك أيضا

    جزاكَ الله خيرا :)

    ردحذف