الاثنين، يوليو 25، 2011

يا أهلَ التّحرير.. هاكُمُ الواقع المرير


نزلت من البيت لأستوقف سيارة أجرة أذهب بها إلى محطّة مصر لأطّوّق في أي من القطارات المتجهة إلى عروس البجر المتوسّط.. المهم.. من غير أن أطوّل عليكم ولا على نفسي.. رَكبت مع سوّاق ابن حلال.. وبطبيعة الحال والمشوار.. دردشنا سويّاً..

بالتأكيد الكلام كان حول السياسة.. والبلد.. وطبعاً مفتتح الكلام كان السائق إذ قال:

- أنا متابع جيّد للي بيحصل.. ومعلش يعني متزعلش منّي.. ولا واحد من المترشّحين دول حيكون رئيس مصر.. ولا واحد.. رئيس مصر لسة مترشّحش.. رئيس مصر حيكون من القوات المسلحة.. حيستقيل ويرشّح نفسه في الانتخابات.. وحيكسب.. وأول واحد من اسمه..

- قاطعته: سامي عنان.. نعم قلتها لأن سامي عنان عند الكثيرين يمثّل الشخصيّة الحقيقيّة للجيش المصري.. والكاريزما وكل شئ.. لا أدري لماذا..

- بالضبط كده.. وكمان الراجل خللي بالك علاقته كويسة بأمريكا.. يعني متوافق عليه.. شوف.. مصر في المرحلة دي مينفعهاش غير واحد عسكريّ.. هو اللي يعرف يديرها.. غير كده مينفعش.

سألته..
- طيب حضرتك بتقول مصر دلوقتي مينفعش يديرها غير واحد عسكريّ.. وحالياً المجلس العسكري هو اللي بيدير البلاد.. هل انت راضي عن إدارة المجلس لشئون البلاد؟؟

- لا، طبعاً!

- طب أمال إزاي بتقول لازم رئيس مصر يكون عسكريّ؟

- شوف حضرتك.. دلوقتي المجلس العسكري مش عارف يعمل حاجة.. عشان الشباب والثورة واخداهم.. مش عارف ياخد معاهم موقف.. مش قادر يعتقل حد مش قادر يعمل حاجة.. إنما لما يكون فيه رئيس منتخب.. براحته.. حينفخ السلفيين.. ينفخ الإخوان.. مفيش مظاهرات.. ساعتها يقدر يلمّ البلد من تاني..

رأيت أن أنقل لكم عيّنة عشوائيّة أعتقد أن منها الكثير من الشّعب المصري.. انظروا كيف يشتاق الرجل إلى الحكم العسكريّ الفاشيّ.. الذي لا يسمح بالمعارضة ولا بالتظاهر.. ونحن على تويتر نعيش في اللالا لاند.. وبالمناسبة هذا الرجل كادح.. يعني هذه المظاهرات كلها من المفترض أنها من أجله هو.. قال لي أن لديه ولدين وبنت آن لهم الزواج منذ زمن ويستحيل عليه تزويجهم.. ولكنه في نفس الوقت.. ينتظر رئيساً عسكريّاً ليلمّ البلد من جديد.

إلى أهل التحرير.. وأهل تويتر.. انزلوا الشارع العادي.. اعتصم كما أنت في التحرير هذا لا يعنيني الآن الحقيقة.. ولكن استقطع من وقتك ساعة لتعرف آراء الشّعب العاديّ حول ما يجري.. غير معقول أن من تدافع عنه لا يريدك أن تدافع عنه.. يجب أن يتحمّل هو كذلك القضيّة.. لا تنسى.. أن هؤلاء هم الشّعب.. وأن كفّتهم في النهاية هي الأرجح.. وأن المجلس العسكريّ يستمدّ من هؤلاء شرعيّته..

أكاد أُجزم أن الناس الآن لا تتعاطف مع ما يجري.. خاصّة بعد تصرفات البعض الغير مسئولة.. أو الحماسيّة بشدّة.. التي لا تخدم الثّورة، بل تكرّه الناسَ فيها..

هناك 4 تعليقات:

  1. الله ينور عليك ، نهاية جميلة

    ردحذف
  2. بجد قافلة المقال جاااااااااااااااااامدة
    الان لا نخدم الثورة .. بل نكره الناس فيها

    تحياتي

    ردحذف
  3. ربنا يكرم حضرتك، إن شاء الله الأمور ستوضع في نصابها الصّحيح.

    ردحذف