الأحد، أغسطس 07، 2011

حـول فضّ اعتصام التحرير بالقــوّة




تأخّرت في الكتابة حول فضّ الاعتصام بالقوّة.. ولذلك لإنّي بصراحة.. بين بين.. طبيعيّ جدّاً ألا أؤيّد ضرب أو قهر المتظاهرين المدنيين السلميين.. ولكن في نفس الوقت.. ما العمل إذا ما أصرّوا على غلق الطريق.

يا إخواني، الأمر كان غاية في الاستفزاز.. أن تعرف أن ألف أو ألفي فرد يغلقون ميداناً بوسط البلد.. هكذا.. لتحقيق مرادهم.. هو استفزاز للشّعب قبل استفزاز الحكّام.. وأعطوا مؤشّراً أنهم لن يمشوا.. في نفس الوقت.. يريدون من الجيش التعامل معهم بمثاليّة.. وهذا غير منطقيّ.. أنت في دولة باتت تحت قهر حاكم لملايين البشر طوال 60 عاماً.. كيف تتوقع من الجيش أن يتعامل بمثاليّة مع من توطّن في ذهنه أنهم معاندون له شخصيّاً وأنهم لا ينوون تسيير الميدان.

في الفترة الماضية خسر ميدان التحرير الكثير من فئات الشّعب المصري.. لم أجد واحداً يؤيّد غلق الطريق.. وبشتّى السُّبُل هو منافي للحقّ والعدل الذي ينشدونه.. والجيش لعبها صحّ.. صبر عليهم إلى أن كره الناس سيطرتهم على مجريات الأمور.. وغلقهم الطّريق.. فلم يتعاطف أحدٌ معهم لمّا فُضَّ اعتصامُهُم بالقوّة.. فهم الذين ساقوا الأمور إلى هذا الحدّ.

الشّارع الشّارع.. الشّـــــــــــــــارع.. لا تنسوا الشّـــــــــــــــارع..

لا تيسّروا للجيش أخذ شرعيّته من الشّارع.. بهذا الأسلوب أنتم تستعدون الشّارع والمواطن العاديّ لا الجيش.

سمعنا خلال عمليّة الفضّ بالقوّة هتافات عدد لا بأس به من الشّعب: الشعب يريد إخلاء الميدان..

ما الحال إذا كرهكم الناس كلهم.. من سيؤيّدكم.. والله تعالى لا يرضى بغلق الطّرق وفرض الرأي بالقوّة على الناس..

فكروا في الصالح العام، والذي بدوره ينعكس على الصالح الخاص..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق