الاثنين، ديسمبر 05، 2011

تحــالفوا تكــاتلوا أنّى شــئتم!


كان لي مقال منذ زمن بعيد يتحدث عن الاتجاهات السياسية في مصر، المقال لم يكن الهدف منه التعريف أو التثقيف بالحالة السياسية في مصر - فلم تكن الحالة السياسية في مصر تستحق الحديث عنها - ولكن كان الهدف منه بيان الهوة بين السياسيين - أو من نطلق عليهم اليوم "النخبة" - والواقع!.. أو رجل الشارع العاديّ.. اللي هو أنا.

والآن وبعد الثورة وقد نضحت كل هذه الألوان على السطح.. وتحالف المتحالفون وتكتّل المتكتّلون.. وأصبح لكل فذ منا فريقا يشجّعه.. إلا العاقلون..

نعم، في رأيي.. العاقل هو من لا يتحزّب.. على الأقل في هذه الأيام.. التي يتكالب فيها الجميع على قطع التورتة من غير أن نرى منهم شيئاً على أرض الواقع!

لننظر ماذا سيفعل الأغلبية في المجلس القادم - لنرى أساسا صلاحيّات هذا المجلس - ولنرى أداء من وثقنا فيهم كل على حدّ سواء.. ولنتوقع القذارة السياسية فهذا أمر حتمي..

من قبل أن ينوّل أهل السياسة مقاعدهم في البرلمان وهم يتحالفون تحالفات لا علاقة لها ببرامجهم السياسية.. فتجد أقصى اليسار يتحالف مع الليبرالي لأنه يعلم أنه إذا ما تُركَ وحيداً كان قصعة للإخوان والتيار السلفي.. وربما تجد الإخواني يتحالف مع العمّالي الصغير.. هذا ليقول أني أقبل الغير وهذا ليصعد على كتف الإخوان!

ومن هذا كله تجد الناخب الذي ينتخب - الآن - حسب المظاهر الفكريّة وليس حسب البرامج على الإطلاق.. أو ربما على أساس طائفيّ.. أو ربما بتعليمات..

ولكن!

يقولون أن من شأن الديمقراطيّة أن تصحّح نفسها..

يعني الناخب الذي انتخب فلان الفلاني على أن ينطح غريمه الفكري ليس أكثر.. ثم يجد أن من انتخبه لم يسعى لتحسين مستواه المعيشي لا من قريب ولا من بعيد.. ولم يحاول أن يرقى بمصر بين الأمم.. ولم يراقب تصرفات الحكومة بضمير.. ولم يشرّع ما يساوي بين الناس ويقضي به على الفساد.. من المفترض أنه سيفكّر على الأقل أكثر من مرّة قبل انتخابه ثانية..

أما الآن.. فلا أرى في الأفق من أسلّم له دماغي هكذا على بياض.. فإلى اللحظة لم يُختبر أيّا منهم..

واللهُ الموفق والمستعان..



هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا أخي محمد .. ولكن هل التصويت لقائمة أو فرد يعني أني سلمت عقلي له
    هي كما يقال (لعبة) الديموقراطية.. فمن دخلها لزمته ضوابطها .. فإما أن ندخلها لنحقق أهدافنا من خلالها وإما أن لاندخلها فنبقى في خارج إطار الحياة السياسية في الجملة ..
    وإذا كنت ستنتظر لترى من يحقق أهدافا تؤمن بها على الأرض فهذا مسلك فردي لو سلكته الجماهير لتعطلت الديموقراطية .. ومن ناحية الرؤية الشرعية لابد أن نراجع الشرع الذي نؤمن به في هذه المسألة .. فهل الانتخاب حق أم واجب ؟ وعلى الثانية هل يجوز أن أنتخب من لايؤمن بالمبادئ والأهداف التي أؤمن بها أو لا؟
    قال ربنا ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وجمهور الأصوليين يرون أن لله في كل حادثة حكما .. عرفه من عرفه وجهله من جهله .. ولذلك علينا أن نسأل العلماء الربانيين الذي استوفوا شروط الفتيا بما فيها من وعي سياسي / اجتماعي / اقتصادي .. هل يستنى لنا ركوب هذه الآليات أم الأصلح اعتزالها .. الآليات أعني مقتضيات العلمية الديموقراطية .. من التحزب والانتخاب والترشح ..

    ردحذف
  2. أشرك على تعليقك..

    لك أدع بالطبع لمقاطعة الانتخابات أو عدم التصويت لأي قائمة.. بالعكس.. أرى ذلك ضرورة.. فإن كنت لا أثق تمام الثقة لأي من هذه القوائم فهذا أمر طبيعي ولكن غير الطبيعي ألا أنتصر لها محقة كانت أو ظالمة.. بمعنى أنه في النهاية ومما يتضح لنا أن الكل يسعى للتورتة والحقيقة أننا لم نر منه شيئا على الأرض للحظة.. وبالتالي فلا يجوز أن أثق تمام الثقة في أيّهم.. ولكن الأمر الآن مسألة اجتهاد بحت.. إما أن نصيب فنثاب أجران.. أو أن نخطئ فنثاب أجراً واحداً.. المهم ألا يدخل الانتصار للرأي في اختيارنا.. فنختار الناس تعصّباً وجاهليّة.

    ردحذف