السبت، أغسطس 04، 2012

رمضانيات - فتْنة في المسجد



أحيانًا أشعر أن بعض الناس يستسهلون عمل المشاكل والصّخب داخل المساجد لا بدافع غير دافع المزايدة وفرض الهيْمنة والسيطرة، وفي الغالب تكون هذه الهيمنة والسيطرة على من يتّصف بالضيف الجديد للمسجد..

في المسجد الذي هو بالقرب مني.. اعتاد الناس من الإمام ألا يقرأ "البسْملة" في الفاتحة - وهو أمر جائز طبعًا - ولكن أحد المرتادين الجُدُد لم يرُق له هذا الأمر مرّة بعد مرّة.. فما إن تبدأ الصلاة إلا وتجدْه يصْرُخ "بسم الله الرحمن الرحيم".. في الفجر والعشاء.. أكثر من مرة..

ويبدو أنه حدث حوار بين الإمام وهذا المصلّي، لم يقتنع به المصلّي.. فأصرّ على قيامه بهذا الأمر..

لم يجد الإمام سبيلًا - في وجهة نظره - أن يعلنها جهرًة أن صلاة الأخ باطلة.. ومن هنا بقى.. يطلع واحد مالوش دعوة بالموضوع خالص: لا متقولش صلاة باطلة، متفتيش في اللي مالكش فيه!! وهوبّا ناس من آخر صفّ في المسجد تصْرُخ: اللي ميحترمش قواعد المسجد ميصلّيش فيه، وبعدين ييجي واحد من ع اليمين يصرخ: يا جماعة مانشوف وجهة نظر الراجل ونسمععععه.. يسخن الرجل ويأتي لمكان الإمام، يمسك بالمايك فيقول: ليس من حق أحد أن يمنعني من دخول المسجد، وأنا قلت للإمام من قبل كذا وكذا.. وقال كذا وكذا.. وسنتقابل في الفجر "تهديد ووعيد في الغالب بتكرار نفس الفعلة" وانقلب الموضوع إلى عند ومكابرة..

المشكلة أن وجه الله تعالى لم يكن هو المبتغى من كل هذا، لأنه إذا قصد أيُّهُم وجه الله لكانوا قصدوا سبيلًا أهدى وأقوم لإصلاح الموقف.. إذا كان الإمام قد رأى من الرجل عندًا في عدم الاستماع كان عليه أن يرسل إليه أخٌ آخر ينصحه سرًا ألا يقوم بهذا الأمر.. وأن يفهّمه بجواز عدم قراءة البسْملة.. ولكن الإمام قرّر فضْح الرجل - أكثر ما هو مفضوح - وإبطال صلاته - على العلن - ليتفاعل أهل المسجد إما بالنّهْر والدفع أو بالهيصة وخلاص.. والرجل نفسه يعند ليثبت أنه "الصّحْ"، بل ويذكّر الجميع أننا سنلتقي في الفجر.. أكيد الموضوع كده مبقاش صلاة.. ويا ترى الرجل وهو داخل الصلاة حيفكّر في الخشوع في الصلاة ولا في الصراخ بالبسْملة..!!

فالموضوع بالكامل سُيِّرَ في اتجاه لا يرضي الله تبارك وتعالى ولا يليق أن يحدث مثل هذا التصرف في بيْت من بيوت الله..

لماذا لا نسْعى لحل الأمور بهدوء وللحفاظ على قدسية المكان.. والتخلي تمامًا عن أحلام السيْطرة على الجميع في المسجد..؟

أرجو من الجميع قبل الضّلوع في إشْكالية والمساهمة في رفع الصوت ببيت الله أن يجعل من إرضاء الله تعالى في هذا الموقف هدفًا له.. وقتئذ سيتمتّع سلوكُه بالحكمة وسيتّصف قولُه بالحُسْن..

هدانا الله للخيْر والصُلح.. وآتانا الله الحكْمة.. فإنه من أوتيَ الحكمة فقد أوتيَ خيْرًا كثيرا..



هناك تعليقان (2):

  1. و كمان بجانب ان ده لا يرضي الله و ده شئ عظيم ان الاسلوب العصبي ده و الصوت العالي كره الشباب و الاطفال يروحوا المسجد لو فيه الاسلوب ده(اعرف مسجد كده).
    و أسلوب ان اي شاب حتي و لو دارس فقه مثلاً مش بيفهم بس الرجاله الكبار هم اللي بيفهموا.
    شكراً علي الموضوع رائع

    ردحذف