الجمعة، أغسطس 10، 2012

رمضانيات - خُطب الجُمُعة



بإمكان أئمة المساجد استثمار خطبة الجمعة في تنمية المجتمع، وخير البلاد، وحب الخير للناس.. وفي الحضّ على إغاثة الملهوف وتحرّي الفقراء والمساكين والتصدّق لهم.. بإمكان خطبة الجمعة أن تكون سببًا عظيمًا من أسباب رقيّ الشعب إذا ما غيّر مفهومها ومحتواها، وأسلوب الخطاب فيها..

للأسف، الأغلبية الكاسحة من خطب الجمعة الآن تقليديّة بشكل مش طبيعي!!

إذ يكون محتواها تقليدي، وتقديمها للناس تقليدي، فسيكون أثرها عليك تقليدي ويألفها الجميع.. فبدلًا من أن تكون خطبة الجمعة بطارية الشحن للأسبوع كله.. تصبح، للأسف.. على المستوى العملي في الدنيا، مضيعة وقت.

هي طبعًا مش مضيعة وقت، ولازم تصلي الجمعة.. ولكن الفائدة عليك من حضور خطبة الجمعة لا تتعدى الاستفادة التي تتحصل من قضاء الفرض عليك..

مصيبة كبرى أن تكون خطبة الجمعة لنا بضعة من الوقت نسمع فيه كلامًا ميتًا عن تقوى الله - بغير مشاعر - وأنه علينا أن نصلي وقال السلف وقال هذا وقال ذاك.. لماذا لا يضع الخطيبُ نفسه مكان من يخطب فيهم ليرى ما إذا كان سيؤثر فيه هذا الخطاب أم لا..

يجب على خطباء المساجد، أن يُحسنوا الخطبة ويتقنوها.. ويخرجوها - بقدر المستطاع - وكأنها هي التي ستغير مجرى التاريخ، يُروى أن خطبة رسول الله (ص) لم تكن طويلة، ولكن فيها من البلاغة والحديث ما يمسّ القلب فيغير البشر..

لا يجب أبدًا أن تنعزل خطبة الجمعة عن الحياة التي نعيشها، فكيف بالله عليكم، تكون الأحداث في البلاد تضرب تقلب، وتذهب أنت لخطبة الجمعة حيْران.. ثم تجد خطبة الجمعة تتحدث عن كيفية أداء عبادة من العبادات، يعني.. هل هذا وقته؟!

أعلم، أن الناس أصبحت لا تحضر الدروس الفقهية.. ولكني لا أرى استبدال محتوى خطب الجمعة بالدروس الفقهية حلًا للأمر.. لعل المشكلة في الدروس الفقهية.. انظروا لماذا لا يحضر الناس الدروس الفقهية؟ لماذا ينفُرُ الناس من الدين؟!

خطبة الجمعة يجب أن تكون بمثابة الشُحنة التي يتلقاها المؤمن لتكملة أسبوعه، تربطه بالعالم حوله.. تربطه بالمسكين والمحتاج والفقير.. تربطه بالسياسة (على أن يكون خطيب الجمعة فقيهًا بالسياسة أيضًا).. تربطه بالله، تدعوه للتأمل في خلقه..

تذكره بالقضية.. تذكره بلماذا هو مخلوق؟

لماذا تعيش أيها المسلم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق