الأحد، ديسمبر 30، 2012

ساعتين صفا كده مع الحاج..



رجعت النهاردة بسلامة الله من رحلة سريعة كده للعين السخنة، هي أساسًا مبتتراحش رحلات غير سريعة، مع زوجتي ووالدي ووالدتي.. وبما إن البحر حاليًا ميّته ساقعة فحت فآثرت - قال يعني بمزاجي - التمشية مع اللواء فاروق - اللي هو والدي، وأيوة عسكر بافترا بقى - على الشاطئ..

كان بقالي فترة طويلة متمّيتش مع الحاج ولا فتحنا مواضيع عامة للنقاش في غير السياسة، وده كان شئ في منتهى الجمال، معندكش فكرة يا جدع ياللي بتقرا انت أد إيه الفصلان ده شئ ممتع ولذيذ ومنعش.. وخاصًة أما يبقى مع السيد الوالد.. وحقيقي أما متتكلموش في السياسة..

واحنا ماشيين، لاحظنا إن قناديل البحر مرميّة ع الشَّط، ودفعنا الفضول نقعد نقلب فيهم نشوف أجسامهم الجيلاتينية دي عاملة إزاي.. لحد ما لقينا واحد خارج بالجيتسكي وجنبيه قنديل منهم يدّعي إنه اصطادهم وبتاع، قوم من الباب للطاق كده فتحنا معاه حوار..

- سلامو عليكو،

- وعليكم السلام،

- ألا القناديل دي بتبقى ماتت كده خلاص؟

- آه خلاص دي كده ميتة، أنا طلعتهم برة عشان بيتحشروا في الموتور عندي بوّظولي الجيتسكي..

- آآه، طب وهي زادت ليه كده؟ مكناش بنشوفها..

- صحيح هي زادت، بس القناديل هنا لسعتها خفيفة شوية مش زي بتاعة الساحل الشمالي ولا العريش، يعني دي مثلًا ممكن أحس بالبخة بتاعتها وأنا على بعد سنتي ولا اتنين.. إنما بتوع الساحل دول يمكن أحس بيهم وأنا على بُعد كيلو مثلًا (أحسب قالها مبالغًة). انتو عارفين دي اللي بتاكُلها التِرسة.. وكْمِن الصيادين بقوا يصطادوا الترسة هنا كتير فزادت..

- آآآآآآه التِرسة..

- آه بيصطادوها هنا ياكلوا اللحمة اللي فيها وبعدين يببعوا جسمها بالغطا بتاعها (حسيته بيتكلم على بلاعة) فزادت القناديل بقى زي مانتا شايف.. سبحان الله التِرسة تاكل القناديل دي وتتمزّج منها أوي مش عارف إزاي..

- بس بيقولوا القناديل مفيدة وبتاع..

- آآآه، ده المادة اللي بتبُخها دي بيستفيدوا منها بيعملوا منها أدوية ومستحضرات تجميل وحاجات زي كده.. بس اللي هنا مش بيحرقوا أوي زي الساحل الشمالي والعريش (تاني).

- طب والله كتر خيرك إنك بتشيلهم يعني..

- لا لا.. ربنا يخليك.. #ختام حديث

- سلامو عليكو

- وعليكم السلام،

وبعدين كمّلنا مشي أنا والحاج إلا إني سألته: ألا إيه هي التِرسة دي؟، فقاللي دي كائن بحري كان في مُعتقد زمان عند المصريين أو في القرى لازال حتى أن الست اللي مبتخلفش تشرب دمها (لمؤخذة ع القرف) تقوم تعرف تخلف!

تقريبًا.. تقريبًا.. من هنا بقى استطرد الحديث عن القدماء المصريين والأساطير وبتاع.. حتى وصل بنا الحديث لأسطورة إزيس وأزوريس (تخيل مشينا كتير أد إيه؟)، وإزاي بقى إن في الأسطورة المصرية الفرعونية القديمة، سِت ده كان بيحقد على أزوريس شِكمن كان معاه الملك وقام قتله.. إلا إن إيزيس (زوجة أزوريس) لم تيأس، وقعدت تدور على جثة أزوريس إلا كده مش حيُبعَث، بس سِت كان ماكرًا وقام مفرتك جتة أزوريس معرفش كام حتة ووزعهم على أقاليم مصر كلها.. المهم بقى إن إزيس مفقدتش الأمل برضو بنت الإيه وقامت مجمعة حتته دي كلها وهوب سكالوب أزوريس رجع عاش تاني! وقامت مخلفة منه حورس! بتاع العناية وكده اللي حاليًا هو شغال لوجو في شركة مصر للطيران.

بس بقى، فطبعًا سِت قفش! وقاللك لازمًا حتمًا آخد الملك من حورس.. معارك بقى ياما وبتاع، لحد ما حورس انتصر في الآخر، وقاموا محكمة إلهية لسِت طلع فيها مُذنب في الآخر وحكموا عليه إنه يحكم الصحرا باين، وبقى هو في الديانة الفرعونية إله الشر. وحورس طبعًا ده إله الخير وكده، ومن هنا بقى أصّل الكهنة لعقيدة الفراعنة ولفكرة البعث والكلام ده كله..

بيقوللك كمان، إن الفراعنة مكانوش بيعبدوا الفرعون كإله في حد ذاته، لأ.. دول كانوا بيعبدوا الإله المتجسد في شخص الفرعون، خدت لي بالك إزاي؟! يعني الناس كانت نواياها طيبة بس طبعًا خلل عقدي يودّيهم ورا الشمس!

ومن هنا قعدنا نفكر أنا والحاج فاروق، طب هو ده واحد ممكن متكونش جاتله الرسالة، بس عنده فطرة بتزُقه ناحية إنه فيه إله.. فاخترع إله يعبده، هل لنا نحكم عليه بالكُفر؟

قلنا مالناش دعوة، خاصًة إنه من الفراعنة مثلًا من آمن بالتوحيد، يعني عندك مثلًا إخناتون ده كان بيؤمن إنه هو إله واحد.. وكان بيرمز له بالشمس.. فهل ممكن ده يتحاسب على قد اجتهاده لو فرضنا إنه مكنتش جاتله الرسالة مضبوطة يعني؟

بس بقى، وبعدين خدنا الحديث لمختلف الديانات، أصل الحاج بيقرأ كتاب للشيخ محمد أبو زهرة بيتكلم فيه عن المقارنة بين الأديان وعقائدها، وكان جايب كله.. واللي لفت نظر الحاج إن ديانات زي بوذا وكونفوشيوس كانت فيها أوامر في الأخلاق والحُكم وغيره ما يكاد يتطابق مع الشريعة الإسلامية، بس اجتهاد بشري.. ففي النهاية العقيدة بقى بتلاقيها في الترللي، وبيتجلى ده في قضية البعث بالذات.. يعني فيه ديانات مبتؤمنش بالآخرة.. تقوللك لما تموت روحك حتروح في كائن تاني.. لو انت كنت ماشي كويس ممكن تروح في روح إنسان كويس، لو انت مش تمام ممكن ينتهي بك الحال لقطة ولا عرسة.. وفيه اللي كانوا بيعتقدوا - شوف الحمد لله على نعمة الإسلام - إن لما الإنسان يموت يتحول لديدان!! حتى الكاتب أورد قصة لمهندس أمريكي كان عايز يحفر عشان يطلع بمبنى خرساني وكده فالعمال كانوا متضايقين جدًا إن الديدان كده حيموت!!! فالراجل قال لهم طب وأنا أعمل إيه مانا لازم أشتغل! - قالوله حاول تتصرف.. قام اضطر ينخل كل حبة رملة يطلعهم عشان يطلع منهم الديدان، فبقوا ينخلوا الرمل وهم في قمة السعادة! وراحوا يدفنوا الديدان في مكان تاني عشان هي لازم تعيش تحت الأرض..!

غايته، إن الدين فطرة بل وغريزة في الإنسان، فإن مكنتش تشبعها بالعقيدة السليمة ممكن تئزح على عقائد تانية توديك ورا الشمس.. وبرضو، متتسرعش في الحكم ع الناس.. لازم تبقى متأكد إن الرسالة وصلته سليمة مش مشوهة وإن الحُجة أُقيمت عليه، وبعدين تسيب حسابه على ربنا..

إنَّ الذينَ ءامَنوا وَالذينَ هادوا وَالصَّابِئينَ وَالنَّصارَى وَالمَجُوسَ وَالذينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُم يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء شَهيد. ~ سورة الحج.

هناك تعليقان (2):

  1. حلوة :) ابقى اقرأ شوية عن فكرة the GOD gene اللي بينأح على الانسان انه لازم يعبد حاجة .. انا كمان محتاج اقرأ في الموضوع ده اكتر .. بس جميلة بجد :)

    ردحذف