السبت، يونيو 29، 2013

نشوة التطرف!

إنه التأجيج والإشعال والجَمر، الفريقان إن تلاقا سيفتِكان ببعضِهِما البعض، وحتمًا سيموت العشرات.. المئات.. وفي الغالب سيكون ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذا العَك.. بل غُرِّرَ بهم من قبل هؤلاء أو هؤلاء.. ورؤوس الفِتَنِ أنفسهم بعيدون عن ساحات الاقتتال.. دعوات إلى الله بالانتقام من جانب، ودعوات صريحة من الطرف الآخر باستئصال الطرف المنافس بالدَّم! ودوا لو أن صاعقةً من السماء تنزل فتمحو الغوييم! كل رُكن في البلاد يشتعل نارًا.. الكل ينتظرك تتكلم حتى يصنِّفُكَ وبناءً على ذلك يتم التعامل معك.. ولا يمكن إطلاقًا أن تكون من العقلاء الذين يريدون الصالحَ العام.. بل حان وقت الصِدام..

هي اللحظة التي انتظرها كل فرد من الفريقين، لحظة "الخلاص" من الشرِ كلِه، وكأن شرورَ الدُنيا كلها تكتَّلت وتجمعت في شخصِ هذا الطرف الآخر، فإن فنى هذا الطرف صَلُحَ الحال وأُغْدِقنا بالخيرات من بين أيدينا من خلفِنا.. ويطالبون من لا يريد التحزب بأيِّهم ألا ينتظر كثيرًا في معسكر العقلاء، عليه أن يختار بين الحق والباطل.. وإذا كان الحق لا يعرف طريقَ أيهم؟ ما العمل؟!

ما الفكرة في تكرار نفس الخطأ كل مرة؟ أن نُستخدم مطيةً لساسة الطرفيْن، فإذا ما وصل الطرفان لحل لمعضلتهِما أول من يُباع هو من كان في الميدان يشحذ الهِمَم لنصرة القضيَّة! لماذا علينا أن نتبع أحدهما كما القطيع.. إننا نمُر بأقصى درجات الانحطاط الشعبي، على وشك أن نقتتل من أجل فشلة ووصوليين ومُرتزقة!

لازلت أعيش على أمل، ظهور التيار النقي.. الذي يُحكِّم شرعَ اللهِ بحقِه، ويؤتي كلّ ذي حقِ حقَه، يبحث عن الكفاءة ويطبق العدل في اختياراتِه، نواياه خالصة من أجل صالحِ هذا البلد.. هل هذا محال؟!

هل يستحيل أن ينتج الشعب المصري بحالته الحالية هذه مثل هذا النموذج؟! هل انحطَّ الناس وفشلوا لهذه الدرك؟! إن الناس الآن يتحولون إلى متطرفين.. إلى متطرفين حقيقيين، كل فريق لا يمانع في تكفير/زوال/سجن/قتل/تجهيل الطرف الآخر!!

قاتل اللهُ العصبية والجهل، فإنها مُنتِنة! خاصًة إذا اتشحت بوشاح الدين أو وشاح العدالة والحرية والمساواة.. قاتل اللهُ المدلسين والكذابين والمنافقين والمُرتزقة والفاسدين! قاتل اللهُ المُحرضين المُستبيحين دماء الناس والمتاجرين بها!!

اللهمَّ أرِنا الحقَ حقًا وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطِلَ باطلًا وارزقنا اجتنابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق