الثلاثاء، يوليو 30، 2013

تابوه رقم3: الوفاق

فكلنا بنقول عايزين نتجمع ونبقى إيد واحدة ونبقى على قلب رجلٍ واحد وإن كلنا مصريين وحلوين.. وإن مصر دي مهد الحضارة وكل الأديان عدِّت عليها.. والأزهر الشريف منارة الفكر الوسطي، وإن الحياة بمبي. إلا إنه لما بتلاقي حد بيعرف الشعارات دي فعلًا، من قلبه يعني.. لا هو عايز يعلْمن البلد ولا هو بيشدد ع الناس في الدين ويغلظ عليهم، تلاقيه بيتشتم من دول ومن دول. ولما تبقى أزمة حقيقية في البلاد والطرفين راسهم ألف سيف ماهم متعتعين عن مواقفهم يحاول هو يلم الشمل، برضو بيتشتم من الاتنين، وفي النهاية تلاقيه اتحلقله تمامًا ومحدش عبره ويخسر في الانتخابات.. وتطلع عليه اتهامات من هنا ومن هنا، كل فريق يتهمه إنه منتمي للفريق التاني، لأ ويُتهم إنه بيشُق الصف! اللي عايز يلم شمل الناس بيشُق الصف! فأنت لازم تكون تبع حد معين، والحد ده يكون قطب.. مفيش حاجة إسمها إنك مش إخوان ولا علماني.. هو انت يا إخوان/سلفي أو لو مش كده تبقى ليبرالي/علماني، إحنا شعب بيعشق الاستقطاب، عشان كده كل اللي رفعوا شعارات وفاقية ومنهجهم كان مبني على كده خدوا الصابونة التمام، فضلًا عن إن منهجهم ده ما أسعفهمش في الأزمات الطاحنة اللي مرت بها البلد، كان لازم ياخدوا صف من الصفين، إنما يخترعوا لهم صف تالت كده يلموا به الناس.. فالفكرة دي انكسرت من زمان.

هي البلد دي يا عسكر وما يواليه (حزب وطني، لِمامة، وغيره) يا إما تيار ديني (إخوان في الأساس، ممكن أي حاجة تانية على كتاف الإخوان) غير كده مالهمش فاعلية على الأرض ولا تأثير.. ويا عيني انت بتبقى مش عارف طب أروح فين أنا؟! أعمل إيه؟! لا ده بيمثلني ولا ده بيمثلني.. لازم أتطرف وآخد طرف فيهم، وأبقى ببرَّر له ع الحلوة والمُرة.. شئ يقرف الحقيقة!

ومن هنا فإن تابوه: الوفاق الوطني وإن كلنا واحد وكلنا مصريين ده انكسر واتفتفت ستين حتة، إحنا مش واحد، وكل طرف من الطرفين بيعتبر التاني مش مصري أساسًا (ولو وقف عند كونه مش معتبره مصري بس يبقى كثَّر خيره أوي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق