الأربعاء، يوليو 31، 2013

تابوه رقم 5: سينا رجعت تاني لينا

بالنسبة لي، عشان يبقى البلد لها سيادة كاملة على حتة أرض عندها، يبقى من حقها تتصرف فيها كيفما شاءت وكما يحلو لها.. ومن حقها تدخل فيها جيشها لبسط الأمن فيها من غير ما تستأذن حد، ويبقى المواطنين اللي عايشين في حتة الأرض دي بينتموا للبلد الكبيرة زيهم زي أي مواطنين تانيين عايشين في أي حتة أرض تانية. ويبقى نتاج كده تنمية حقيقة في حتة الأرض دي واستغلال لمواردها وتوزيع عادل لثرواتها وأول ناس يستفيدوا من خيرها اللي عايشين فيها وتبقى كيان متصل ببقية الأراضي اللي تبع نفس الدولة متحسش بأي فرق بينهم.

سينا كانت محتلة من إسرائيل، كانوا باسطين نفوذهم العسكري عليها بالكامل، لحد ما ربنا فتح علينا وكرم رجالتنا وقمنا بحرب أكتوبر 1973، ملحمة عظيمة للجيش المصري استرد بها كرامته وعزته وشرفه. بس بعد كده اتعملت اتفاقية سلام من آثارها إنه الجيش المصري مبقالوش سيادة كاملة على سينا.. خالص، ولو عايز يخُش عشان يحارب "الإرهاب" جوه لازم يستأذن إسرائيل، وإسرائيل توافق وتأذن له إنه يخُش أرضه، في حين إنه إسرائيل سهل أوي بالنسبة لها إنها تخُش تاني يوم عشان المنطقة المنزوعة السلاح عندها أصغر بكتير من اللي عندك في مصر، قال عشان مساحة إسرائيل صغيرة.. المهم يعني إنك مالكش سيادة كاملة على سينا غير لو اعتبرت إن سينا دي منتجعات سياحية وشواطئ وقُضيت على كده. والحقيقة أنا هنا مش بصدد ألوم ولا أنتقد الاتفاقية، الدولة المصرية طول حياتها من ساعة اتفاقية كامب ديفيد دي وهي بتبرر للاتفاقية.. وإن السلام مكنش هييجي بالطريقة دي، ده شئ لا يعنيني دلوقتي، لكن اللي يعنيني إنه مينفعش تضحك على نفسك وتقول مصر لها سيادة كاملة على سيناء، بأمارة إيه؟! ده لو إسرائيل جت رفضت دخول قوات الجيش جوة سينا، مصر لا تستطيع إنها تدخل قوات جوه سينا.. يعني تخيل كده الفريق السيسي حب يغُب ع "الإرهاب" في سينا غَبة، جَت إسرائيل رفضت تدي الإذن لمصر إنها تدخل قوات في سينا، مصر هتقبل بوجود "الإرهاب" في سينا عادي.. متقدرش تتخطى الإرادة الإسرائيلية في هذا الصدد.. فمنين سيادة يعني؟!

كمان المواطن السيناوي البدوي عمره ما حس إنه مواطن مصري له حقوق كاملة زي أي مواطن مصري في أي حتة تانية - بفرض إنه سقف طموحات الحقوق المصرية هو اللي موجود في القاهرة والإسكندرية وكده - سينا مُهملة تمامًا كتنمية حقيقية، ومفيش غير المنتجعات السياحية اللي بتخدِّم على ناس تانية.. مش بقول متعملوهاش أو مش ده موضوعنا دلوقتي، بس مش دي أبدًا التنمية الحقيقة لأرض فيها خيرات الدنيا كلها زي سينا.. انت إزاي عايز تعمل أمن حقيقي في سينا من غير ما يكون في عيشة هناك وحياة حقيقية.. أنا بعتبر إهمال سينا وكوننا مخلينها صحرا مستباحة كده دي أكبر خيانة للأمن القومي المصري.. لازم يبقى في مدن ومدراس ومصانع ومزارع وسياحة وكل حاجة.. سينا أكبر من دول كتير.. وفي النهاية المواطن السيناوي الحقيقي عشان يخُش من سينا للقاهرة كأنه بيخُش دولة تانية أساسًا.. والناس هناك عشان تقول لهم احترام قانون وقضاء والكلام الظريف اللطيف ده عمرهم ما هيقتنعوا بك.. بأمارة إيه؟! أهو الجيش دلوقتي في سينا - بعد ما أخد الموافقة من إسرائيل طبعًا - قاعد بيفرقع بومب وبيواجه "عصابات" "الإرهاب" وهم بيردوا بأربي جبهات وصواريخ مضادة للطائرات وبلاوي زرقا.. والجيش والشرطة قاعد يموت منهم ناس كتير ولا كأنه داخل حرب في دولة تانية.. هو ده اللي بقوله، الجيش بيعمل عمليات في سينا كأنه بيعمل عمليات في دولة تانية.. دي مصيبة كبيرة جدًا!!

فبأي حق نقول بكل سهولة كده: سينا رجعت تاني لينا؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق