الأربعاء، سبتمبر 11، 2013

بيوت الله، وأوقاف الحكومة!

أذكر من كام سنة كده أيام حكم موباريك كنت في التجمع الخامس أنشد مسجدًا للصلاة، وصلت للمسجد بعد ما الصلاة كانت خلصت ولما شوفت إن المسجد مقفول تمامًا كنت في غاية الضيق.

حسيت إن الناس بتقفل في وشَّك بيوت الله وبتمنعك من الصلاة،

مهما كان تبريره لكده، في النهاية وقع ده عليّ كان: بقفل في وشك باب بيت الله.

اليومين دول ومع القرارات اللي أصدرتها وزارة الأوقاف بناءً على التعليمات الأمنية، زي: منع جمع التبرعات ومنع الأنشطة ومنع المقارئ تحت دعوى إن المساجد "للصلاة بس!"، افتكرت جدًا اليوم ده، وحزنت لتضييق مفاهيم الناس، وتحويل الدين لطقوس وبس! وتفريغ فكرة "المسجد" من حقيقتها، للمسجد للصلاة أيوة، بس هو كل حاجة تانية.

المسجد كل حاجة: صلاة، وتجمعات لفعل الخير، وتجمعات لمناقشة أي حاجة في البلد، ومجالس علمية (شرعي وحياتي)، وتواصي بالحق و.. و..

لما أعرف إنه من كام يوم مسجد يوسف الصحابي (اللي عمر ما تولى إمامته حد يهاجم السلطة) أعلن إنه نظرًا للظروف الأمنية الجامع هيتفتح قبل الصلاة بنُص ساعة وبعدها بنُص ساعة ووقف كل الأنشطة اللي كانت فيه يبقى حرام!

إيه ذنبنا إن خطابك عقيم وإن الناس عارفة إن روح الإسلام مش في اللي بتقوله، فالناس بتجتهد في الجامع عشان ترضي ربنا.. تقوم عشان تجبرها على سماع اللي بتقوله وبس تمنع اللي بيعملوه بشكل أمني!!

لو خطابك اللي ع المنبر فيه حقيقة الإسلام كان الناس راحولك وقصدوا رضا ربنا في اللي بتقوله، لكن عشان مش دي الحقيقة وفيما يبدو إنك عارف الكلام ده، فببتعامل "أمنيًا" مع بيوتِ الله وبتمنع الأنشطة اللي عامله حركة للناس في سبيل الله.

العقاب الجماعي من سِمات الدول الديكتاتورية الهشَّة اللي مش فالحة غير بالحديث بالسلاح وفرض رأيها بالقوة الأمنية، لكن انت لو حقاني تواجه الإرهاب بالقانون - لو وُجد - وتسيب اللي بيشتغل يشتغل.

المساجد بيوت الله.

ربنا يتولانا برحمته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق