الأحد، سبتمبر 08، 2013

جاهزون لأي شئ، حصل اللي حصل

مع تقدم الزمن ابتداءً من يوم 28 يناير 2011 وأنا أتبلد تمامًا تجاه ما أسمعه من أخبار فيما يخص السياسة أو الدولة أو الإنسانيات في هذا البلد بصفةٍ عامة، وكانت أقصى حالات الصدمة والترقب - وحقًا أقول - حينما رأيت صور ولافتات حسني مبارك تُقطَّع وهي أعلى المباني الحكومية، وقتها شَعُرت أن حاجزًا حقيقيًا داخلي انكَسَر، وأنا لا أخجل من الاعتراف بذلك. قبل اندلاع موجة 25 يناير كنت لا أتصور أن التغيير في مصر سيأتي بهذه الطريقة، أو بالأحرى لم أتخيل أن المظاهرات ستنجح في إزاحة حسني مبارك العتيد من كرسيِّه المغرِّي على الرغم إنه معاه كل أسباب البطش والتسلُط. وكنت أظن أن الحالة التونسية لا يمكن قياسها على مصر بأي حال، لأني لم أكن أتوقع أن الجيش المصري سيحذو حذوَ الجيش التونسي في هذا الصدد فيرفض ضرب المتظاهرين ويُجبر الرئيس على التنحي.

غير أنه مع تقدم الزمن يتبيَّن إنه أصلًا مُدخَلنا في الأمر محدود للغاية، وأنه في النهاية سواء كان هياج الشارع مُنَظَّم أو غير مُنَظَّم فإنه يُستَغل من قبل الأطراف التي تلعب السياسة في البلاد من قديم الأزل.. وأدَّعي أنه حتى هذه اللحظة لا يمكن الجَزم بـ "أين الحق الأبلج؟" ولكن فيما أرى يمكن التعرف على كثيرٍ من "الباطل اللجلج"، والآن لدي قناعة - قابلة للتغيير - أننا مجرد طرف في معادلة كبيرة جدًا، وأننا لسنا طرفًا إيجابيًا مُبادرًا، بل يخدِّم على أطماع آخرين في الوقت المناسب.

ثم أني وبتتابع الأحداث، من استفتاء شرخ الشعب المصري إلى انتخابات البرلمان إلى حل البرلمان (أين البرلمان؟) إلى انتخابات الرئاسة وظهور قُطبَيْ المسرح المصري كفيلم طيور الظلام وحتى انقلاب 3 يوليو 2013 وأنا أتبلَّد وأفقد الإحساس بالأمور تمامًا أو أفهم الأمور على حقيقتها نوعًا ما لا أدري.

للحق كنت في غاية الهدوء والاسترخاء بينما كنت أستمع للسيسي وهو يتلو بيان الانقلاب، ولم يكن ذلك من باب تقليل حجم الموقف أو استهانةً به.. ولكن نفسي ألِفَت شألبظات المسرح العام المصري فظهرت حقيقة الدولة المصرية الكُفتويَّة وعِشنا على الحقيقة انقلابًا عسكريًا واضحًا كوضوحِ الشمسِ مُتَلَبِّسًا بنكهة شعبية ذات خلفية فلولية، ومعها حَسني النوايا على كثير من مثقفي السلطة المُنَظِّرين - على كل لون يا حلاوة - على كثيرٍ من نُشطاء الثورة الجعجايِّين على غير ذلك.

وبالمناسبة أنا سعيد بذلك، طالما أن حرقة الدم لن تأتي بنتيجة في كل الأحوال، فأعتقد أنه من الحِكمة فعل ما يُمليك عليك اجتهادُك تبغي به رضا الله وفقط من غير أن تتألم من تقلب الأوضاع في هذا الوطن الحلابِسَّة.

فقط ابكِ على ما كان منك من تقصيرٍ في حق الله، وترحَّم على من مات في سبيل الحق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق