الأحد، نوفمبر 17، 2013

محمد محمود 2013

إذا كان الإخوان قد آثروا "البرلمان" في عهد محمد محمود الأولى وشَنَّ بعض قادتها على المتظاهرين وقتها السب والاتهامات الجُزاف بغير حق، فإن الشرطة كانت هي من تقتلهم. فإن كنت ترى أن الإخوان باعوا فإن الشرطة وقتها هي من قتل، وإن كنت ترى أن الشرطة وقتها كانت على حق إذ زعمت أن المتظاهرين كانوا على وشك اقتحام الوزارة فليس لك أن تتكلم عن خيانة الإخوان ولا بيعهم للقضية. فإذا كان غضبك من الإخوان وقت محمد محمود أنهم كـ"تنظيم" اهتموا بالبرلمان و"باعوا" المتظاهرين في محمد محمود، فإن هذا لا ينزل بهم إلى منزلة ودرك القتلة!

وتعالى نقيِّم الأمور ونضعها في نِصابها الصحيح من غير تهويل للأمور، وسيكون ذلك مقبولًا اليوم بما أن الأحداث الجِسام قد ولَّت:

- أنا غير مقتنع أن المتظاهرين صُدِموا من موقف الجماعة وقت محمد محمود وقرارها بعدم النزول، وذلك لأن الجميع كان يعلم أن الإخوان منذ أن تُرِك ميدان التحرير وهم يلعبون السياسة، وحتى خلال الثورة - ما قبل 11 فبراير - استجاب الإخوان - مع من استجابوا - إلى الحوار مع عمر سليمان رمز النظام العتيق. وهذا لأن الإخوان إصلاحيون كأسلوب حياة، وإصلاحيون هنا لا تعني أنهم على حق، بل تعني أنهم يفضلون دومًا السُبل الإصلاحية من مفاوضات ومساومات وتوزيعات إن كانت متاحة عن الاحتجاجات والثورات.. وهذه ليست أول مرة والتاريخ منذ عهد عبد الناصر موجود.

- فإذا لم نكن نتوقع منهم أن يُعلنوا صراحةً عن النزول، ورأينا من شبابهم من نزل في محمد محمود على مسئوليته الشخصية وبدافعه الثوري البحت فلا يمكن لصق كلمة الإخوان بالخيانة أو البيع. وبالتالي فإني أرى بالفصل بين مواقفهم الرسمية ومواقف الشُبان الواقعية على الأرض. 

وكون أن موقف الجماعة الرسمي مخيب للآمال فإن ذلك لا يجعلهم بدعةً من الكيانات الموجودة، فتقريبًا لا يوجد موقف رسمي واحد منذ اندلاع الثورة جاء مناصرًا لها في الوقت المناسب، اللهم إلا إلغاء التوقيت الصيفي! أما غير ذلك فكل المواقف الرسمية إما تكون مخيبة للآمال أو أنها تأتي في وقت متأخِر فيكون ضاع أثرها.

ومن ذلك فإني لا أتصوَّر كيانًا ذا نظام إداري وروتين وقواعد تحكمه أن يكون ثوريًا أصلًا، وإلا ما الذي دفعه لتكوين نفسه بهذا الأسلوب الرسمي المنظَّم.

الحقيقة لا أجد ما أعلق به على بيان الشرطة والذي يقول فيه: المجد كل المجد لشهداء محمد محمود!! هل كان المتظاهرون يتظاهرون في وادٍ آخر وقتلهم أناسٌ أتوْا من كوكب آخر أم ماذا؟! أليست الشرطة هي التي قتلتهم؟! وهل يمكن لأي طفل أن يصدق أن الشرطة تغيرت وتهيكلت بكاملها فعرفت أن قتلها للمدنيين السلميين جريمة؟! كيف ولم يمضِ على أبشع مجازر تاريخ مصر الحديث بضعة أشهر، ولا تزال أيديهم ملوَّثة بدماء إخواننا الذين نحتسبهم عند الله شهداء ممكن كانوا يعتصمون برابعة والنهضة وغيرهم!! هؤلاء يمثِّلون أنفسهم تمامًا للمثل المصري الشهير: يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

حسبنا الله ونِعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا ونعم الوكيل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق