الخميس، يناير 09، 2014

دليل العباد في مواجهة هموم البلاد - الحلقة (1)

يا بُني، إن أنت حملت من الهمومِ أثقالًا فلن تنكشف بذلك تلك المآسي.. اعلَم أن الضغط الهادي والهدوء شَرطان لشروعِك في تخفيفِ الأحمالِ عليك. فإنك إن تحملَ الهموم وتبالغ في التفكيرِ فيها، فتفكر وتفكر، ثم تظل تفكر وتفكر.. لن تجنيَ غير حرق الدَّمِ (*) وقلة الحيلة وضعف البصيرة.. ثُم إنك تخسر صحّتِك، وتؤلمُ عليكَ أهلَك إذ لا يرونك إلا حاملًا للهمَّ قرفانًا.

عليك إذًا أن تتحلى بالبرود، فمُعضِلات بلادِنا لا تُحَل بغليان الدَّمِ والحَميَّة، وإلا كان أمرُها هينًا.

وعليك كذلك أن تضع توقعاتك في محلِها، فلا تتوقَّع أكثر مما هو يُحتَمَل حصولُه، فإن ذلك من مُسَبِّبات الإحباط، وحرق الدم وضياع الهِمَّة فينتهي بك الأمر إلى اليأسِ من تحسُن الأمور أصلًا. ولكنك إذا ما وضعت توقعاتِك في مستواها الطبيعي، فلا أنت مبالغ ولا أنت مقللٌ منها، حينها تضع نصْبَ أعيُنِك الأهداف الواقعية، ويكون جُهدك في تحقيقها جُهدًا في محلِّه، وحين تحقِّق الهدفَ المرجو تشعر وقتها بالإنجاز، والهِمَّة لتحقيق ما بعده من أهداف.

----------
(*) حرق الدم: معنى مجازي يفيد العصبية، ويشبه بفوران الدم لما يشعر به المرء على الحقيقة. فضلًا عن الشعور بما يشبه الحموضة في الصدر عند بعضِ الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق