الأربعاء، يناير 15، 2014

دليل العباد في مواجهة هموم البلاد - الحلقة (2)

اعلَمْ أنه مهما اجتهدت في تجنُبِ الجدالِ في بلادنا المحروسة فإنه ءاتيك لا محالة، إذ يدفعك الناسُ إليه شئت أم أبيت، فتقع في حيرة أتردَّهُم فتكون في نظرِهم قليل الذوقِ والحياء أو ترُد عليهم بما هو - في الغالب - مخالفٌ لما يعتقدونه بعصبيَّة. فالحلُ - واللهُ أعلم - أن ترُدَّهُم ردًا جميلًا،فإنك لا تملك قلوبَ الناس وما كنت عليهِم وكيلًا. القَصْدُ ألا تتعصَّبُ أنت الآخر لما تبديه من رأي في النقاشات وإلا كنت مثلهم، ولكن قل ما تحب في الموضوع ولا تحيدَ عنه، فإن غالبَ ضعيفي الحُجَّةِ يسوقون مجادليهم لفروع لا أصل لها بذات الموضوع فإن غلبوا في الجدالِ فيها عُدَّ ذلك انتصارًا لهم بالباطِل، فانتبِه لذلك واجعَلْ صُلب ما تتحدث فيه هو أساس النِقاش.

فإن كنت تعلم أن من تناقشه لن يقنعَ بما تقول وإن جئته بكل الدلائل والبراهين لا محالة، فأقصِر الشرّ وكُف عن الجِدال والنِقاش. وقُل من صيغ الدُعاءِ ما يفيد بصلاح الحال والأحوال، وبالهداية لطريق الحقِ والصواب، وكُن مُخلصًا في ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق