الأربعاء، يناير 22، 2014

من بقية السلف الصالح: الشيخ أحمد حسنين رحمه الله تعالى


جنازات الصالحين وذكراهم تدعونا للتفكر في حقيقة أولويات حياتنا. لم أنَل شرف طلب العلم على يد الشيخ أحمد حسنين سوى مرة واحدة ولبركة ذلك المجلس لا تزال هذه المرة في ذهني. كان رحمه الله تعالى ورضيَ عنه يتحدث عن الصلاة، فكان يُشْعِرُ فيها كأنما يتغزَّل، وكان يتحدث عن قيام الليل فقال فيما معناه: ما أمتع أن تصلي ركعتين بالبقرة مثلًا؟، فلما تعجب الناس من ذلك قال متعجبًا: ألا تحبون الصلاة؟ الصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سبحان الله، حين كنت أراه في أي مناسبة كنت أشعر أني أمام أحد بقية السلف الصالح، وكم أعلم أن فراقه هو أصعب ما يكون على شيخه الشيخ أسامة حامد حفظه الله ونفع بعلمه، وسمعت ذلك في بكاءِه حين كبَّرَ التكبيرةَ الأولى عليه - رحمه الله - في الجنازة.

إن مثل هذه الصحبة المتعلقة بالآخرة لا بالدنيا الزائلة هي الصحبة المنشودة، فأوصي نفسي وإياك يا من تقرأ هذه الكلمات أن تُلزِم نفسَك بالصحبة الصالحة التي تربطك بالله عز وجل، أما تلك التي تربطك بالدنيا زائلة، فادعوا أهلها للآخرة واجعلها بمثابة الصدقة الجارية لك.

إن وفاة الشيخ أحمد حسنين هي خير مُذكر لي وللمُعتَبِر بحال الدنيا وماهيَّتها.. كيف كان الشيخ أحمد يعيش دُنياه على حقيقتها أنها وسيلة للآخرة.

نحسب أنه صدق ما عاهد الله عليه، فنسأل الله تعالى أن يجمعنا به في جناتِ الفردوس بصحبة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم.

رحم الله الشيخ أحمد حسنين وجزاه عنا خيرًا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق