الأحد، سبتمبر 07، 2014

لماذا نعشق "النكد"؟



من كام يوم شاهدت حلقة لبرنامج اللاعب وائل رياض كان موضوع الحلقة ذكرى وفاة اللاعب محمد عبد الوهاب لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق، والحلقة كانت من باب الوفاء للاعب لأنه كان صديق شخصي لوائل رياض وطبعًا كان محبوب جدًا من جماهير الأهلي رحمه الله رحمةً واسعة.

كان ممكن الحلقة تبقى إننا نفتكر حسنات محمد عبد الوهاب أو مواقفه الإنسانية مع زملائه مثلًا، ممكن حتى نتكلم عن إجادته في الملعب.. ممكن تكون الحلقة بأي شكل بحيث يخلينا ندعي له برضا الله والجنة.. إنما ميبقاش كده التاتش المصري الأصيل. لازم ننكد على أمه فنروح لها البيت نقعد نفكرها بيوم وفاته ومات إزاي والكلمات اللي قالها قبل ما يموت ونجيب مشاهد للجنازة عليها موسيقى لهاني شاكر باين ولا مين كئيبة جدًا وفي منتهى القرف مالهاش أي علاقة بالموقف.

إنما مثلًا نروح لأمه بهدايا ونفرح قلبها ونوصل لها إننا ولادها زينا زي محمد تمام؟ أبدًا.. متبقاش الثقافة المصرية كده، لازم نقول: تعيش وتفتكر وكأنها: تعيش وتعيط وتنتحب..

أنا مش هقترح إننا نذيع قرءان في الحلقة يعني، بس على الأقل نراعي مشاعر الناس.. واحد هيقول طب ما هي الست والدته ما اشتكت لكش، أقول: ما هو أنا مش جاي ألوم حد على حاجة أنا فعلًا بتساءل إحنا ليه ثقافتنا بتقدس النكد في كل الأوقات. المفروض في أوقات الحزن نقف جنب المكلوم ونواسيه ونوصل له إن الفايدة إنه يكمل حياته عادي ويدعي للفقيد، وفي أوقات الفرح نفرح وننبسط.. لأ بقى: إحنا لازمًا ننكد على أي حد في أي حاجة، وكأن الإخلاص إننا نعيش في حزن بدون جدوى حتى!

على العموم موضوع تقديس المصريين للنكد ده محتاج كُتُب مش حاجة هينة يعني، بس دي كانت لفتة كده ع السريع..

ربنا يفرح قلب الست والدة محمد عبد الوهاب ويا رب يكون مآله في الجنة عشان تفرح به صح ويرضى عنا جميعًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق