الثلاثاء، يوليو 23، 2024

كتب محمد باسل الطائي: فيزياء الغزالي

فيزياء الغزالي 

انتهيت قبل أيام من اعداد مخطوطة كتابي الجديد (فيزياء الغزالي) وهو باللغة الانجليزية. وفيه أعرض لأهم المفاهيم الفلكية والفيزيائية التي ناقشها الإمام المبجل أبو حامد الغزالي في كتبه العديدة وأهمها كتبه الثلاثة (تهافت الفلاسفة) و (الاقتصاد في الاعتقاد) و (معيار العلم في المنطق). 

الإمام الغزالي عبقرية نادرة يتمتع بحدس عقلي متقدم كثيراً على معارف عصره. وفي كتابه (تهافت الفلاسفة) ناقش المنهج الفلسفي للإيمان وبين أن هذا المنهج لا يوصل الى الإيمان الصحيح. وقد حرص الغزالي على مناقشة وتحليل الموقف الفلسفي بطريق العلم العقلي دون احتجاج بأي دليل آخر من عقيدته أو غيره. لذلك حرص على جلب الأمثلة المهمة من الواقع الطبيعي للعالم. 

فقد ناقش الغزالي حجم العالم (الكون) وإمكان أن يكون أصغر مما هو عليه أو أكبر وأجاز ذلك، مما يعني أنه أجاز توسع الكون وانكماشه. كما ناقش مصير الشمس وما إذا كانت آيلة للذبول والخفوت واستنتج أن لا دليل على أبديتها كما يدعي فلاسفة اليونان وناقش التناظرات الهندسية في الكون واستنتج أن لا سبب محدد يحكم هذه التناظرات إلا إرادة الخالق. 

وناقش أبو حامد الزمان والمكان وأستنتج أن الزمان بُعد مماثل للمكان ويجب أن يتم التعامل معه تماماً مثل المكان! كما أكد أن العالم له بداية لكنه لم يُخلق في الزمان بل مع الزمان، فليس قبل خلق العالم زمان ولا مكان. كما أكد أبو حامد أن لا شيئ خارج العالم، فالكون ليس له خارج وإذا قلنا خارج العالم فإننا نقصد سطحه. 

كثير من هذه الأفهام يتوافق مع مفاهيمنا العلمية المعاصرة التي تعلمناها من نظرية الفيزياء الحديثة، نظرية النسبية مثلاً. ولقد وفق أبو حامد الى هذه الأفهام لكونه قد جعل في خلفيته الفكرية، فيما أرى من تحليل منطق كلامه، مفاهيم القرآن الأساسية في النظر الى الطبيعة ومبادئ دقيق الكلام المستنبطة منها. 

رحم الله أبا حامد الغزالي ذلك المسلم العبقري

https://www.facebook.com/share/p/dBtGYh7nnrpaWfhJ/?mibextid=oFDknk

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق