أعتقد إن فيسبوك سهِّل كتير على الباحثين في علم الاجتماع وسلوك الجماهير إنهم يلاحظوا إنه نفس الـ pattern من النقاشات بيحصل بالضبط قبل أي حدث جماهيري، وخلاله، وبعده.
الأول يترقب الناس الحدث وينقسموا في الحكم على اللي هيحصل، والمبارزة النقاشية - الهريويّة - بتبدأ من هنا. وكل طرف بيبقى مجهز من جواه الحكم اللي هيطلقه بعد الحدث.
بعد كده خلال الحدث نفسه: بيتفرغ الناس للتعليق على تفاصيل الحدث والتفنن في كتابة ذلك على السوشال ميديا بالطريقة اللي تجيب إعجابات أكثر أو إعادة تغريد أكثر.
ثم بعد الحدث: يتفرغ الناس للحكم والإشارة لآرائهم التي كانوا عليها قبل الحدث، سواء جاء الحدث في صفها أم لا، بيشوفوا طريقة يؤكدوا بها على آرائهم دي وإنهم كانوا صح.
ثم يظهر فئة من الناس - وارد يكونوا من المتبارزين من قبل أو لا - يصفوا المتناقشين بالهري والسطحية ويبصوا لهم من وجهة نظر استعلائية جدًا.
ثم يظهر فئة تانية من الناس، يحللوا الموضوع بشكل يبدو علمي، ويفندوا فيه الوقائع التاريخية اللي حصلت من قبل ولها علاقة بالحدث اللي الرأي العام يدور حوله، ووقتها تلاقي هذه المنشورات إقبالا من الناس بشكل ملحوظ، عشان بتوحي عن ناشرها إنه شخص بيفهم وله عقل بيزِن به الأمور..
أنا بشوف ده بيحصل بشكل متكرر في أي حكاية عارضة على السوشال ميديا. أهلي-زمالك، دولار، زي المتسابقات في الأولمبياد، قرارات رئاسية، مواجهة صهيوني في مسابقة ما.. وهكذا.
وده بيُشير بدليل حسي مش بس لكل صاحب نظرة إننا وقعنا في فخ الكلام بشكل هيستيري - أو الموضوع زاد بشكل مبالغ فيه -، إذ أصبح الاهتمام بشكلي إيه ورأيي إيه قصاد الناس أهم بالنسبة لي من الواقع بتاعي والقيمة اللي بأضيفها فعليا.
وهي عامةً حاجة سيئة جدًا إننا نكون تحولنا كده، لأن مبدئيا كده: هنُسأل على الوقت اللي بنضيعه والناتج بتاعه صفر كبير، صفر فعلا لأن النقاشات دي لا يُرجى منها أي تغيير في الواقع الحقيقي اللي بنعيشه. فكأننا استعوضنا فشلنا في تغيير الواقع بكتر الكلام اللي مالوش عازة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق