الخميس، أغسطس 06، 2009

حول سبّ السادات


القصة معروفة وهي واقعة سب الرئيس الراحل أنور السادات في الفيلم الأمريكي الجديد(باحبك يا جدع انت) وتشبيهه بالكلب॥ الحقيقة أني تعجبت - مثلي تعجبي في المقال السابق - وهي أنه لماذا السادات دونا عن رؤساء مصر كلهم الذي يسبه الأمريكان على الرغم من أنه على حد علمي فإن السادات من الشخصيات التاريخية التي أعجب بها الأمريكيون علشان السلام والكلام ده॥ أي أني أتفهم أن يسب فيلم عربي الرئيس السادات للوقف الذي اتخذه العرب من السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد، بل أتفهم أن يسب فيلم مصري الرئيس السادات لأن الكثير من المصريين هنا يكرهون السادات॥ ولكن ما لا أتفهمه أن يسبه الأمريكان لأنه محبوب لديهم فهو أول من اعترف بإسرائيل من الدول التي كانت عدوة للكيان الصهيوني فيما مضى وطبق سياسة الانفتاح المتاح॥ وتنازل كيفما تنازل في الاتفاقية السلمية أم عين حمرا لأمريكا وللكيان الصهيوني॥ وبعد كل هذا يسب في فيلم أمريكي॥ حتما هم ناكري الجميل॥ وهاهي مصر تعاني من ناكري الجميل دوماً॥ نعم إن أفضال مصر على أمريكا لا حصر لها॥ فنحن الذين زينّا البيت الأبيض بالمسلة البيضاء التي بلغت عنان السماء هناك॥ وقيل أن الفراعنة أول من اكتشف أمريكا قبل كولومبوس بسنين وسنين॥ فضلاً عن أن هرم مصر يزين الدولار إلى الآن॥ صحيح أن المقصود منه حاجة تانية تماما - ربما ناقشناها لاحقا - إلا أن ذلك لا ينفي كون مصر الداعم الأساسي لأمريكا في الداخل والخارج كمان॥ فإن مصر مؤيدة للسياسة الخارجية الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تمام التأكيد॥ والتعاون بين مصر وأمريكا خيار استراتيجي لا طماطم فيه॥ مصر ركيزة أساسية وحجر زاوية وكورنر رئيسي في المنطقة لا تستغنى عنه أي دولة تريد ريادة العالم॥ وبعد هذا كله॥ يسبون الرئيس السادات॥ بدلا من الترحم عليه وإحياء ذكراه أو ذكرة أي من انجازاته العظيمة।


ألا تباً للأمريكان ناكري الجميل.

هناك تعليق واحد: