الأحد، مارس 21، 2010

الخبر اليقين في حال المسلمين - 2


يحكى أنه لمّا غزا الصليبيون ديار المسلمين في حملتهم كانوا منهكين من أثر السفر.. ولم يجدوا ما يأكلونه حتى أنهم كانوا يأكلون الجيف من شدّة الجوع.. وأنه فاضت بهم ثرواتهم وكانوا في أشدّ التعب.. حتى أنه قيل أنهم في أول ملاقاة لهم مع جيش المسلمين سيهزمون شرّ هزيمة.. حتى ولو كان أقل عدداً.

ولكن ما حدث.. أن الصليبيين لم يجدوا أمامهم جيشاً ليحاربوه.. وكان استيلائهم على المدينة تلو الأخرى في منتهى السهولة.. سكتت القاهرة.. وسكتت دمشق.. وسكتت بغداد.. سكتت الشعوب المسلمة عن الغزو تماماً..

فتنوا في الحياة فحبّوها وكرهوا الموت والجهاد..

ربما ظنّ أهل إفريقية من المسلمين أن احتلال القدس وفلسطين ليست قضيتهم في شئ.. إنما هي قضية أهل الشام..

وربما ظنّ أهل الشام أن قضية فلسطين إنما هي قضية أهل فلسطين..

وربما لم يجد أهل فلسطين شيئاً يدافعون به عن أنفسهم..

وكان الاستيلاء على بيت المقدس أسهل ما يكون..

تماماً كما تم الاستيلاء على القدس الشريف هذه الأيام أسهل ما يكون..

وتماماً كما تم الاستيلاء على العراق وأفغانستان وتركستان أسهل ما يكون..

إننا نمرّ بنفس أحداث التاريخ الماضي.. نعم هذه هي فائدة دراسة التاريخ..

أن نتعلم كيف نتعامل مع أقوام لا يفهمون سوى لغة الحرب والقتال.

أن نتعلم أن أمثال هؤلاء إن لم تكن أيديهم السفلى تجبّروا وبغوا حتى قتّلوا فينا تقتيلاً..

أن نتعلم أنه لما كان للمسلم اليد العليا في الأرض كان السلام حقّاً.. وأنه على المسلم ألا يرضى بمكانة الذلّ..

نسأل الله أن يستخدمنا في نصرة دينه، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق