الخميس، مارس 18، 2010

الخبر اليقين في حال المسلمين

الحرم الإبراهيمي

حينما نتحدث عن ضم الكيان الصهيوني للحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح للتراث اليهودي فإننا لا نتحدث عن حادثة عابرة للعدوان الصهيوني الذي ألفناه منذ عام 1948، ولكننا نتحدث عن نوع جديد من العدوان هو هدم الهوية الإسلامية لأرض فلسطين بالكامل..

إنهم يسعون لإقامة تراث مزيّف على أرض فلسطين ليثبتوا للأجيال القادمة أن هذه الأرض هي حقٌ أصيل لليهود منذ فجر التاريخ.. فيضمّون إرثاً تاريخياً إسلامياً خالصاً لتراثهم وتاريخهم الملوّث تارة.. ويبنون كنساً على بعد أمتار من المسجد الأقصى تارةً أخرى.. كنيس الخراب.. خربه الله فوق رؤوسهم.

المسجد الأقصى الذي ذكره الله في القرآن، وأسرى بالرسول - صلى الله عليه وسلم - من البيت الحرام إليه، ثم عرج منه إلى السماء ليعود إلينا بتكليف الله تبارك وتعالى لنا بالصلاة..

وبالتالي فإن البرود الذي نراه على وجوه المسئولين وعلى وجوه كثير من الناس حيال الموقف لا مبرر له.. والليونة التى نراها في تصريحات مسئولينا بخصوص سلب التراث والاستمرار في الاستيطان لا أرى لها سبباً سوى نفاد ما لدينا من وسائل تمكننا من ردع العدو في يوم من الأيام..

كنا فيما مضى، نتهكّم على الحكام العرب لما لم يكن لديهم سوى الشجب والاستنكار.. أما الآن، فيبدو أن حتى سلاح الشجب والاستنكار نفد.. ولم يبق لنا غير العويل.. بل إني أرى القلوب جوفاء وأن الناس "فرهدت" من الحديث عن فلسطين وقضية فلسطين.. وأنه لم تعد قضية فلسطين قضية لكل المسلمين..

قرأت تصريحاً لأحمد أبو الغيط وزير الخارجية يقول حول الاستيطان الإسرائيلي: أن إسرائيل تقترب من العبث..

تقترب من العبث..؟؟!!

إذاً فما العبث ؟؟ إذا كان عبث..

وصلنا لمرحلة مزرية من اللا-لازمة.. ويبدو أننا على وشك أمر مهيب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق