المشكلة العويصة على أرض التقفيصة

ليست المشكلة في شخص من يخلف مبارك..

وليست المشكلة - الآن - في شخص مبارك..

وليست المشكلة - حالياً - في استهداف مصر..

وليست المشكلة - الآن - في أننا في منعطف تاريخي يلم بالبلاد..

ولكن المشكلة الأساسية.. هي أننا لا يمكننا توقع ماذا سوف يحدث ؟؟

في أي مكان حضاري في العالم.. يتوقع الشعب ماذا سيحدث لبلده إذا ما توفي قائدها في أي فترة من الزمن.. ولكننا.. نحن دولة المؤسسات التي لا تحتاج إلى بطل قومي.. لا تعرف ماذا سيحدث لها إذا ما توفي قائدها..

أرى أن هذا هو أساس المشكلة.. إننا نتوقع من يخلف مبارك بناء على اجتهادات شخصية لا تأخذ في اعتبارها - مطلقاً - وجهة نظر الشعب في الأمر..

يعني..

جمال اللي حيمسك..

لا بل سيحكم البلاد الجيش إلى أن تستقر الأوضاع..

لا بل سيثبو عمر سليمان على الحكم..

لا لا بل سيأتي البرادعي ليحكم البلاد..

لا بل البرادعي عميل أمريكي مبعوث منهم لينفذ أجندتهم ووراءه خطط مخفية..

لا بل سيتقلد أحمد نظيف الحكم..

لا بل ستقوم ثورة للجياع!!!

لا لا بل ستضطرب الأوضاع.. ويثبو الاخوان المسلمون على الحكم..

لا لا لا.. بل سترشح أمريكا مرشحاً لها في الانتخابات الرئاسية المصرية ونحن ننتخبه..

بل سيعود حسني مبارك من مرضه معافاً ويطالب بتعديلات دستورية فشيخة يقام على أساسها الانتخابات المقبلة وينجح هو فيها بمهارة.. أما بخصوص الانتخابات اللي بعديها واللي بعد بعديها فربنا يعطينا وإياكم طول العمر..

لو أننا في دولة مؤسسية.. نظامية.. من المفترض أننا نعلم ماذا سيحدث.. حسب القوانين.. ولكن المشكلة أن القوانين الآن ليست سويّة.. أي أنها هي - أصلاً - موضع جدال وكلام رايح وكلام جاي.. وما بين مظاهرات وسلق بيض يا قلبي لا تحزن.

كل هذا وفئة ضخمة من الشعب لا ترى في الأمر سوءاً أو مشكلة.. لأنه توجد مشاكل أكبر بالنسبة لهم.. ولهم الحقّ.. كالعيش.. والبوتاجاز.. والميّه.. والسولار.. والمرض..

كل هذا وفئة ضخمة من الشعب غيّبت عن قصد في الكورة.. ألتراس وايت نايتس وألتراس أهلاوي وألتراس شنّاوي..

إحنا مقبلين على أيام.. ما يعلم بها إلا ربنا..

عسى الله أن يرزقنا الفرج من بعد الضيق..