الأربعاء، مارس 10، 2010

رحم الله شيخ الأزهر


رحم الله شيخ الأزهر، الشيخ محمد سيد طنطاوي.. توفّي إثر أزمة قلبية حادّة وافته في السعودية.. وتأتي وفاة الشيخ الأزهر في هذا المكان لدلالة معينة.. لعل الله تبارك وتعالى أراد أن يعلمنا شيئاً من وفاته هناك.. ودفنه هناك في الأراضي المقدّسة.

ومما أراه من آيات ذلك.. هو أن الله يذكرنا ألا نطلق الأحكام المطلقة سفهاً بغير علم.. وألا نقيّم النّاس أنفسهم فنتألّه على الله فنقول هذا في الجنّة وهذا في النّار.. الله أعلم بمن خلق..

من يعلم بأعمال شيخ الأزهر التي لا يعلنها، فلا يعلمها غير الله..

الله أعلم بنفوس الناس، والله وحده هو من يحاسب الخلق يوم القيامة، فحرامٌ علينا أن نفترض أحكاماً مسبقة على الناس بغير علم..

لديّ الكثير من التحفّظات على شيخ الأزهر خاصة في تصريحاته السياسية، ولعلي كنت أعلن ذلك جهراً.. ولكن الفكرة أنك تنقد الفعل وليس الشخص نفسه.. فإذا ما صرّح شيخ الأزهر ما يؤلمنا بخصوص غزة أو غير ذلك فنقول أن ما فعله كان خطئاً.. ولكن هذا لا يدفعنا للحكم عليه بأنه منافق.. وإلا ردّت علينا عافانا الله وإياكم.

هذه علامة لنا جميعاً، ألا نستبق الأحكام على الناس.. فالله تعالى أعلم بعيوبنا وكوارثنا.. ولعل من يعيب على شيخ الأزهر بعضاً من مواقفه.. يكون هو أساساً واقعٌ في عيوب ونقائص أكبر منها ولكن الله ستره..

أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله.. وأن كلمة دع الخلق للخالق - إن كان لها أصل في التراث أو غيره - فهي بالأساس في هذا الأمر.. أي دع حساب الخلق للخالق.

اللهم ارحم الشيخ طنطاوي واجزه عنّا خيراً بكل خير فعله، واغفر له ذنوبه وخطاياه.. وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق