الثلاثاء، مارس 23، 2010

الخبر اليقين في حال المسلمين - 3


صمت القتلى..

لم أعهد صمتاً من المسلمين إزاء ما يجري للمسجد الأقصى كما أرى هذه الأيام، ولم أعهد سلبية تصل إلى حد الكفّ حتى عن الشجب والاستنكار كما أرى هذه الأيام.

صحيحٌ أنه منذ احتلال فلسطين ولم يقم العرب بموقف إيجابي أو اتخذوا خطوة فعلية لتحرير الأرض، ولكن على الأقل كان الشجب والاستنكار - الذي كان موضع سخرية وقتها - هو القائم.. من قبيل الحكام والوزراء.. كان السعي وراء الأمم المتحدة لتدين إسرائيل.. نعم كلام فارغ لكن حتى هذا الكلام لم يعد موجوداً.

قرأت تصريحاً لأحمد عز عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني فيما معناه أننا لا نبكي على الفلسطينيين، وعلى الفلسطينيين أن يبكوا على أنفسهم.. يعني خلاص.. الانفصال التام ولا نعرفهم ولا يعرفونا..

ده لو قرأنا أن شعباً ما يضطهد في أي بقعة من الأرض - لا يربطنا بهم أي رابط - سنتعاطف معهم بدعوى الإنسانية على الأقل.. ما بالكم وهؤلاء اخوتنا في الدين، ناهيك أن الأقصى هو مسجد المسلمين كلهم ولا يخص الفلسطينيين وحدهم..

أتعجّب أن نجد أنفسنا في جدال مثل هذا مفترض أنه مسلّم به..

هل لأنه على الفلسطينيين أن يبكوا على أنفسهم، أن ننسى أخوة لنا يقتّلون ويشرّدون كل يوم..

هل لأنه على الفلسطينيين أن يبكوا على أنفسهم، أن ننسى أقصانا الذي عرج منه نبينا محمد - صلى الله عليه ويلم - إلى السماء..

بل هم ليسوا فلسطينيين، ولا نحن مصريين.. كلنا مسلمين، وما كان الانتساب للبلد يوماً ما أقوى من الانتساب للدين..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق