الأربعاء، مارس 24، 2010

الخبر اليقين حول تامر أمين


نتكلم أولاً عن برنامج مصر النهاردة والذي حلّ بديلاً لبرنامج البيت بيتك، والذي أعلن وقت افتتاحه أنه سيكون منبراً للحرية، وأن الفكرة فيه هي التفاعل الوقتي بين الجمهور والبرنامج عن طريق الموقع الخاص بالبرنامج.. غير ذلك فأرى أنه لا اختلاف جذري بينه وبين برنامج البيتك بيتك.

غير أن دعاوى الحرية التي ساقها "مصر النهاردة" لا أراها محققة، وأن مساحة الحرية الشاسعة التي توقعتها منه بسبب التسويق الإعلامي له وكلام معالي وزير الإعلام عنه لا أراها موجودة..

اللهم إلا في أول حلقة للبرنامج التي جمعت كل مقدمي البرنامج - وهم نفس الأشخاص الذين كانوا يقدمون البيت بيتك - بنفس تركيبة شخصية كل فرد فيهم.. حيث أفصح محمود سعد أن أمنيته أن يعود السيد الرئيس من رحلة علاجه بمطالبات دستورية بتعديل المادتين 76 و 77 من الدستور بخصوص كيفية انتخاب رئيس الجمهورية وانتخابه لمدد أخرى..

غير ذلك لم ار اختلافاً جذرياً، اللهم إلا - احقاقاً للحقّ برضه - زيادة جرعة "الحياة حلوة"، و"نحلم لبكرة".. وهذا معناه أننا نسير في الطريق الصحيح.. ومعناه كذلك أن أي سلبيات يعرضها البرنامج ليست بسبب أن نظامنا سيئ - لا سمح الله - أو أنه مفيش نظام أساساً - لا سمح الله برضه - وإنما هي حالات نعرضها مع مزيكا حزينة ونحاول أن نحل حالة حالة بشكل فردي ويبقى المسبب الرئيسي لكل الحالات السلبية لا تغيير فيه لأنه مهما كانت مساحة الحرية بالبرنامج فإنه لن يتجرأ أن يقترب قليلاً من كلمة يلا نـ"فورمات".

نأتي للسيد تامر أمين..

وحلقة الأمس - الثلاثاء 23/03/2010، والتي قدّم فحواها في بداية البرنامج أنه سيتكلم عن:

- الأخبار وفي مستهلّها خبر ميلاد أول حفيدة للرئيس حسني مبارك، المدعوة فريدة: ربنا يستر ومتكونشي أول رئيسة جمهورية لمصر، عشان ساعتها - حتماً - حتكون الموضة هي لماذا لا تتولى المرأة رئاسة الجمهورية.. حاكم الموضات اللي زي كده عندنا تظهر وقت الحاجة فقط.. وشيّلني وأشيّلك.. ربنا يعطينا ويعطيكم طول العمر ويبارك فيه بس يا رب منشوفش حاجة زي كده.

وطبعاً قدّم تامر أمين ملايين المباركات للسيد الرئيس وولديه جمال وعلاء وزوجتيهما والسيدة سوزان، وولفت نظر السيد الرئيس إلى أنه زي ما هو أعزّ الولد ولد الولد.. فأعز البتّ، بتّ الولد بمنتهى المهارة..

ثم أتبع بخبر حول اعتصام بعض نواب مجلس الشعب أمام المجلس لتعديل قانون الانتخابات وهذا لقرب الانتخابات البرلمانية.. كل سنة وانتو طيبين..

يقول: أنا أعرف ان الاعتصام ده لللي مالوش سلطان مالوش سلطة.. لكن نواب الشعب يعملوا اللي هم عايزينو تحت قبّة البرلمان مش برّه.. وبعدين لما تعتصموا اعتصموا عشان الغلابة واللي مش لاقيين ياكلوا.. مش مشكلة إنكم مش أغلبية هو الوضع كده.. احنا عارفين إنه الأغلبية للحزب الوطني.. جت إزاي مش دي قضيتنا دلوقتي..

مش فاهم أمال إيه قضيتنا طيب.. ماهو عشان دول وصلوا للبرلمان بأساليب لولبية - تزوير كان أو مستقلين تحولوا فجأة للحزب الوطني - بقت لهم الغلبة في أي قانون يطلع وتستيفه كما يروق لهم..

- الحكومة خايفة من الشعب ليه ؟!!!!

وهنا يطرح الأستاذ تامر أمين مموضوعاً غاية في الأهمية، وهو أننا نعيش كذبة كبيرة هي أن الشعب يخاف من الحكومة ولكن الحقيقة أن الحكومة هي من يخاف من الشعب.. بدليل أنه لا أحد من الحكومة يجرؤ أن يطرح موضوع مجانية التعليم للنقاش وهنا نقول تييييييييييت كبيرة لأن هذا الموضوع طرح ليس من الحكومة فحسب بل في الجرائد القومية وفي كل حتة وأن هذا هو الاتجاه.. وإذا كان هناك خوف من إلغاء مجانية التعليم فهو خوف من موروث عبد الناصر وليس من الشعب إطلاقاً.. فياريت لا تلصقوا التهم بالشعب لإنه مش ناقص يلبس تهم وأنه السبب في تأخر دولة مصر.

وعلى العموم، واضح أن منهج البرنامج قائم على هذا الأمر.. لأنه في الحلقة الأولى أذاعوا تقريراً عن أسرتين.. أسرة ثريّة غنيّة وأخرى فقيرة قاحلة.. وجايبلك بقى رب الأسرة الغنيّة دي وهو يرمي بكل البلاوي على الشعب وأنه الحكومة يعني حتعملّكوا إيه وإنه الشعب هو أسّ البلاء. وجايبلك بقى ربّ الأسرة الفقيرة وهو يرمي بكل اللوم على الحكومة.. والصراحة.. كان واضح بشدّة تلقين الكلام للأسرتين وهذه هي مصداقية البرنامج الجديد.

مثال آخر يطرحه الإعلامي المتميز تامر أمين في الأمر فيقول.. كمان الحكومة لا تجرؤ أن تصدر تشريعاً لتسليت النحل - تحديد النسل - حكومة مش جريئة.. مش زي الصين مثلاً.. ويا ليته ما ضرب الصين مثلاً.. بتقوللك أنا حرعالك مولود واحد بس.. والباقي شيله انت.. وده قرار جرئ..

مش واخد باله سيادته إن الحكومة مبتتكفلش بالمواليد كلهم.. لا أول واحد ولا تاني واحد.. كله على حساب الوالد.. طل الصين بتقوللك أول مولود حشيلهولك أنا بكل تكاليفه.. يعني تعليم وضمان اجتماعي وعلاج وكل حاجة.. وشيل انت الباقي.. مفيش مجال للمقارنة أساساً..

- وبعدين أعلن عن فقرة اشتباك مع دكتور علاء صادق عشان مش عارف إيه..

الحقيقة أنا من المقدمة بس كده.. أحجمت عنن تكملة الحلقة.. كنت لسة راجع من الشغل ومش ناقص حرقة دم..

الخلاصة نقدر نقول..

مصر النهاردة.. احلق لبكرة

هناك تعليقان (2):

  1. أسف يا فاروق بس الق عليك انت إنك بعد كل السنين ديه تصدق الهتش من الأول

    ردحذف
  2. - هو انا صدقت حاجة.. مش عشان بعرض اللي استفزني يبقى أنا كنت مصدق ومتعشّم في العالم دي. للأسف، هو اللي خلونا نفترض إنه المقدم هو الأسوأ وإلا يكون الاستثناء.

    ردحذف