الخميس، أبريل 22، 2010

مسألة النيل ودولة إثيوبيا العظمى

يغفل الناس عن أمر مهيب يوشك أن يفترس مصر هذه الأيام وهو مسألة إعادة تقسيم مياه النيل، وتأتي دولة إثيوبيا العظمى زعيمة لفكرة إعادة تقسيم مياه النيل على دول الحوض وتجاهل حقوق مصر التاريخية والمنطقية فيها.. فبعد أن اقتنعت إثيوبيا قناعة كاملة بأنها زعيمة القرن الإفريقي وبالتالي يجب أن تقوده لاسترداد حقوقه التي سلبتها مصر بحجج فارغة وذرائع هتلريّة كاذبة.

وبالتأكيد فإن من وراء هذا الزرّ - الزومبة - الكيان الصهيوني ممثلاً في وزير خارجيته أفيجدور ليبرمانالذي زار أكثر من محطّة إفريقية منها إثيوبيا - عدد من المرات - ليعرض خدمات إسرائيل على دول إفريقيا وليحفزها على الثورة على الشقيق الأكبر مصر والتنويه على أن لديهم حقوق لا حق لمصر فيها وأنه يمكن لإثيوبيا أن تكون من الدول الزراعية الكبرى في العالم وأن النيل أساسه لهم وليس لمصر أو السودان الحق في هذه الحصّة الكبيرة إنه لطمع وإنه لجشع وإنهم يظنّون أنهم الأقوى نحن معكم فلنريهم من الأقوى.

هكذا أتخيل وسوسة أفيدجور ليبرمان لدول الحوض، ونحن الخيّرين لا نهتم بأمر إفريقيا وأمر حوض النيل حق الاهتمام ونعتبر أنفسنا نعيش عصر عبد الناصر إذ كانت مصر تغدق على إفريقيا بالأطباء والمهندسين والاستشارات في شتى مجالات التنمية ولكن الحقيقة المؤسفة أن هذا العصر ولّى وأننا لم نعد المؤثر على إفريقيا ولم تعد كلمتنا مسموعة هناك..

يا حسرة على أيام كنا نحكم من يمر ومن لا يمر من مضيق باب المندب.. لا التاريخ هنا ينفع ولا ينفع الكلام المرسل.. لا سبيل غير العمل.

حسب رد مصر: لا مساس بحقوق مصر التاريخية التي تكفلها الاتفاقيات الدولية، وأنه في حال توقيع اتفاق ينكر حقوق مصر بشكل منفرد فإن مصر تحتفظ بحقها في اتخاذ ما تراه مناسباً لضمان حقوقها التاريخية.. وأن مسألة النيل هي قضية أمن قومي.

وحسب تصريح إثيوبيا زعيمة القرن الإفريقي: إن مصر تماطل في التوقيع على الاتفاقية التي هي حسب القانون الدولي..

هذه هي إثيوبيا التي جاملناها ووقفنا إلى جانبها وقت أن غزت الصومال واحتلته ودمّرت حكم الشريعة الإسلامية فيه.. أصدرت مصر تفاهماتها للغزو وتركنا الصومال وحده أمام زعيمة القرن الإفريقي التي استعانت بأمريكا في العدوان على إخواننا في الصومال.

زعيمة القرن الإفريقي - التي يعمل لها المصريون ألف حساب ونحافظ على العلاقات بها أشدّ الحفاظ - هي زعيمة التمرّد الإفريقي على حقوق مصر في النيل بوازع صهيوني خبيث.

هل كنا في فترة غيبوبة وقت ضياع نفوذنا في إفريقيا.. أم أن نفوذ الأمن القومي المصري بعد رحيل جمال عبد الناصر انحسر في حدودها الرسمية.

هل نمنا نوماً طويلاً ثم أيقظنا أحدهم فجأة لنرى الأمم تسبقنا ونفوذنا يضيع..

لنرى الكيان الصهيوني والصين وإيران يسبقوننا في بسط نفوذهم في إفريقيا ونحن الأحقّ به..

لم يعد كلام: نحن من علمكم القراءة والحساب يجدي نفعاً..

علينا أن نعرف أين نحن من على الخريطة.. أم أننا وقعنا من على الخريطة أساساً ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق