الأربعاء، مايو 05، 2010

يا تليفزيون يا




شهد التليفزيون المصري طفرة في أسلوب تقديم البرامج وفي الـ"جرافيكس" والـ"حركات" التي تكون ما بين الفواصل.. وشهد كذلك تخلّيه عن المذيعات "اللي في النّص" الذين كانت كل مهمتهم أن يقولوا: البرنامج اللي جاي هو كذا.. ففطن التليفزيون المصري أنه لا ضرورة لذلك خاصة بعد أن تمكنوا من كتابة الحروف على الشاشة..

شهد كذلك التليفزيون المصري طفرة غير مسبوقة إذ أنه أصبح من غير الضرورة أن يكون أول أخبار نشرة الأخبار عن الرئيس حسني مبارك، وكذلك - حسبما تابعت - أنه لم يعد من الواجب عرض فيلمي: الناصر صلاح الدين وعنترة بن شدّاد يوم عيد ميلاد حسني مبارك.. وأكرر هذه طفرة غير مسبوقة إذ أن هذا الأمر كان المسلّمات التي لا ينكرها جاحد يعيش في مصر.. بالمناسبة كل سنة وسيادة الريس بصحة وعافية كده وزي الفل.. وكل سنة والناس بتبعتله برقيات تهنئة كده عشان عيد ميلاده بها من النفخ الأسطوري ما يدخل في موسوعة جينيس للنفاق العالمي.. ومصر اليوم في عيد.. حقيقي يعني.

كذلك فإن أخبار القناة الأولي أصبحت أكثر دقة وقوة وتغطية للحدث، في حين أن قناة النيل للأخبار - اللي هي أساساً بتاعة أخبار - لا تخلعها من قدمك ولا تزال تعيش في غيبوبة لا علاقة لها بأحداث العالم.. حاجة بؤس.

وشهد التليفزيون المصري كذلك طفرة في المذيعات اللي بيقدموا النشرة الجوية الحقيقة.. أنا مش عارف يعني الواحد المفروض يروح فين.. اللبس لا علاقة له تماماً بفكرة تقديم أخبار.. طب نكش الشعر وضربه في الخلاط وخلاص ألفناه - وهو خطأ - بس مش دي النقطة دلوقتي.. لكن بقية اللببس لبس سكرتيرات شركات انتاج فنّي يعني مش كده ياخوانّا الشباب يعني.

يجب أن يراعى أن جهاز التليفزيون يدخل كل بيت.. عشان كده كان في تحفّظات دايماً على أي مادة تعرض على شاشة التليفزيون.. لازم تكون محترمة.. عشان حيشوف الكلام ده رب الأسرة والأم والولد الصغير والبنت والأخت..

أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الرذيلة في المجتمع التليفزيون، وكذلك في انتشار ثقافة القبح.. ما لم يكن مألوفاً لأعين الناس أصبح مألوفاً لهم وبشدة وأصبح الحديث فيه عادي جداً وكله بسبب التساهل وغياب الرقابة على المصنّفات التي تعرض على شاشات التليفزيون..

طبعاً السينما خرجت من الموضوع ده من زمان وبقت خلاص لا يمكن البتّ فيما يعرض فيها ولا الجدال فيه.. لم يعد هناك سقف لما يعرض على السينما فدي خرجت من المعادلة من زمان.

فياريت بس شوية الناس اللي فاضلين اللي عندهم دم.. يخلوا بقى عندهم دم ويراعوا ربنا وضميرهم فيما يعرض عشان خلاص كده أوفر (بفتح الفاء ونطقها v )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق